للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إدغام الميم الساكنة في الميم المتحركة. {اِشْتَمَلَتْ:} ماض، والتاء للتأنيث. {عَلَيْهِ:}

متعلقان بالفعل قبلهما. {أَرْحامُ:} فاعله، وهو مضاف، و {الْأُنْثَيَيْنِ:} مضاف إليه مجرور

إلخ، والجملة الفعلية: {اِشْتَمَلَتْ..}. إلخ صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط الضمير المجرور محلاّ ب‍: (على) وانظر الآية التالية لما أهمل هنا. {نَبِّئُونِي:} أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به أول، وانظر إعراب: {أَوْفُوا} في الآية رقم [٥/ ١]. {بِعِلْمٍ:} متعلقان به، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {صادِقِينَ:} خبره منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الفعلية: {كُنْتُمْ..}. إلخ: لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف، دل عليه ما قبله، تقديره: إن كنتم صادقين في دعوى التحريم؛ فنبئوني بأمر معلوم من عند الله. والجملة الشرطية مرتبطة بما قبلها تمام الارتباط، فهي مستأنفة مثلها.

{وَمِنَ الْإِبِلِ اِثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اِثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اِشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ وَصّاكُمُ اللهُ بِهذا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ (١٤٤)}

الشرح: {الْإِبِلِ:} اسم جمع لا واحد له من لفظه، فمفرده: جمل، أو ناقة، والبعير يشملهما كالإنسان للرجل، والمرأة، وقوله تعالى حكاية عن قول أولاد يعقوب لأبيهم: {وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} دليل واضح على ذلك. هذا؛ ويجمع على: آبال، والإبل مؤنثة؛ لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين، مثل: خيل، وغنم، وإبل، فالتأنيث لها لازم، وإذا قالوا: خيلان، وغنمان، وإبلان، فإنما يريدون قطيعين من الخيل، والغنم، والإبل.

{الْبَقَرِ:} اسم جنس، واحدة: بقرة، وهي تقع على الذكر، والأنثى، نحو: حمامة، والصفة تميز الذكر من الأنثى. تقول: بقرة ذكر، وبقرة أنثى. وقيل: بقرة اسم للأنثى خاصة من هذا الجنس، والذكر: الثور، نحو: ناقة، وجمل، وأتان، وحمار. وسمي هذا الجنس بذلك؛ لأنه يبقر الأرض، أي: يشقها بالحرث، ومنه: بقر بطنه. هذا؛ وأهل اليمن يسمون البقرة باقورة، وكتب النبي صلّى الله عليه وسلّم في كتاب الصدقة لأهل اليمن: «في ثلاثين باقورة بقرة». هذا؛ والباقر: جماعة البقر مع رعائها، والتبقر: التوسع في العلم، ومنه محمد (الباقر) لتبقره في العلم، أي: لتبحره فيه. {أَرْحامُ:} جمع رحم، والمراد به هنا: مستودع الجنين في أحشاء الحبلى من الإنسان،

<<  <  ج: ص:  >  >>