خبر (إن)، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله. {الْقَدِيمِ}: صفة، والجملة الاسمية:{إِنَّكَ..}. إلخ جواب القسم لا محل لها، والقسم وجوابه في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالُوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ} أي: المبشر بخبر يوسف، وهو يهودا كما رأيت في الآية رقم [٩٣]{أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ} أي: ألقى قميص يوسف على وجه يعقوب، وكان قد سبق العير.
{فَارْتَدَّ بَصِيراً} أي: فرجع بصيرا بعد أن كان قد عمي، وعادت إليه قوته بعد الضعف، وسروره بعد الحزن. قال: ألم أقل... إلخ: ذكرهم بقوله لهم في الآية رقم [٨٦]. روي أن يعقوب قال للبشير: كيف تركت يوسف؟ قال: تركته ملك مصر، قال: وما أصنع بالملك؟! على أي:
دين تركته؟ قال: على دين الإسلام، أي: دين التوحيد، قال: الآن تمت النعمة، ويقال: إن يعقوب عليه السّلام علم البشير كلمات مكافأة له على بشارته، كان قد ورثها عن أبيه إسحاق، وهو عن أبيه إبراهيم على نبينا، وعليهم جميعا أفضل صلاة، وأزكى سلام، وهي:«يا لطيفا فوق كلّ لطيف! الطف بي في أموري كلّها كما أحبّ، ورضّني في دنياي وآخرتي» هذا؛ وزيدت {أَنْ} بعد لما في هذه الآية للتوكيد، أكدت وجود الفعلين، مرتبا أحدهما على الآخر، كأنهما وجدا في جزء واحد من الزمن، كأنه قيل: لما أحسّ بمجيء البشير؛ فاجأه بإلقاء القميص على وجهه، من غير ريث خيفة عليه من الخيبة وقطع الأمل من مجيء يوسف على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، كما زيدت {أَنْ} بعد (لما) في الآية رقم [١٩] من سورة (القصص)، وفي الآية رقم [٣٣] من سورة (العنكبوت)، علما بأنها لم تزد في الآية رقم [٧٧] من سورة (هود).
الإعراب:{فَلَمّا}: الفاء: حرف استئناف. (لما): انظر الآية رقم [٩٤]{أَنْ}: زائدة، وجملة:{جاءَ الْبَشِيرُ} في محل جر بإضافة (لمّا) إليها على اعتبارها ظرفا، وهي ابتدائية لا محل لها على اعتبار (لمّا) حرفا وهو الراجح لوجود الفاصل بينها وبين الجملة المضافة إليها، وعلى إبقاء (لمّا) على ظرفيتها، فهذه الآية ترجح تعليق لما بفعل شرطها لوجود الفاصل المذكور.
{أَلْقاهُ}: ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى البشير، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية جواب (لمّا) لا محل لها. {عَلى وَجْهِهِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {فَارْتَدَّ}: الفاء: حرف عطف. (ارتد): ماض، وفاعله يعود إلى يعقوب.
{بَصِيراً}: حال من الفاعل المستتر، وهذا على اعتبار (ارتد) بمعنى رجع، وأما إذا كان بمعنى صار، فهو ناقص، والمستتر اسمه، و {بَصِيراً} خبره، وجملة:{فَارْتَدَّ بَصِيراً} معطوفة على جواب