للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {لَنْ:} حرف نصب، ونفي، واستقبال. {تَنْفَعَكُمْ:} مضارع منصوب ب‍: {لَنْ،} والكاف مفعول به. {أَرْحامُكُمْ:} فاعل. {وَلا:} (الواو): حرف عطف. (لا): صلة لتأكيد النفي. {أَوْلادُكُمْ:} معطوف على ما قبله، والكاف في محل جر بالإضافة. {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، وعليه: فالوقف على القيامة، أو هو متعلق بالفعل بعده، وعليه: فالوقف على {أَوْلادُكُمْ،} و {يَوْمَ} مضاف، و {الْقِيامَةِ} مضاف إليه، وجملة: {لَنْ تَنْفَعَكُمْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {يَفْصِلُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى (الله) تقديره: «هو»، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {بَيْنَكُمْ:} ظرف مكان متعلق بما قبله، والكاف في محل جر بالإضافة.

{وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ:} انظر إعراب مثلها مفصلا في الاية رقم [٣] من سورة (المجادلة).

{قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلاّ قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٤)}

الشرح: {قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} أي: قدوة صالحة؛ أي: اقتدوا به، وسيروا على سيرته، ونهجه. {فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} أي: وأتباعه الذين آمنوا معه، وساروا سيرته من الأنبياء، والمرسلين. والمعروف: أنه لم يؤمن به من قومه، ولم يهاجر معه سوى امرأته وابن أخيه لوط، وهو فحوى قوله تعالى في سورة (العنكبوت) رقم [٢٦]: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي} انظر شرحها هناك. {إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ} أي: المشركين. {إِنّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} أي: بريئون منكم، ومن معبوداتكم. {كَفَرْنا بِكُمْ} أي: وبما تعبدون من دون الله، بمعنى: لا نعتد بشأنكم، ولا بشأن آلهتكم، وما أنتم عندنا على شيء. فقد كاشفوهم بالعداوة، وأظهروا لهم البغضاء، والمقت، وصرحوا بأن سبب عداوتهم، وبغضائهم ليس إلا كفرهم بالله، وما دام هذا السبب قائما؛ كانت العداوة قائمة، حتى إذا أزالوه، وآمنوا بالله وحده؛ انقلبت العداوة موالاة، والبغضاء محبة، والمقت رضا. وهذا محض الإخلاص.

{إِلاّ قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} المعنى: لكم أن تتأسوا بإبراهيم، وتقتدوا به في جميع أموره، إلا في الاستغفار لأبيه المشرك، فلا تتأسوا به؛ فإن إبراهيم-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-كان قد قال لأبيه: لأستغفرن لك؛ لما وعده أن يؤمن، فلما تبين له إقامته على الكفر تبرأ منه، وهو صريح قوله تعالى في سورة (التوبة) رقم [١١٤]: {وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوّاهٌ حَلِيمٌ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>