للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضارع، {عَنْ رَبِّكَ}: متعلقان بالفعل قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {مِنْ}: حرف جر صلة. {مِثْقالِ}: فاعل {يَعْزُبُ} مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره... إلخ، و {مِثْقالِ}: مضاف، و {ذَرَّةٍ}: مضاف إليه، {فِي الْأَرْضِ}: متعلقان بمحذوف صفة: {ذَرَّةٍ،} أو هما متعلقان بمحذوف حال من {مِثْقالِ ذَرَّةٍ،} وساغ ذلك لتخصصه بالإضافة، {وَلا}: (لا): صلة لتأكيد النفي. {فِي السَّماءِ}:

معطوفان على ما قبلهما. {وَلا}: الواو: حرف عطف، (لا): صلة. {أَصْغَرَ}: بالنصب معطوف على لفظ {مِثْقالِ} مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للصفة ووزن أفعل، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: «هو». {مِنْ ذلِكَ}: متعلقان ب‍ {أَصْغَرَ} واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، هذا؛ وعلى قراءة {أَصْغَرَ،} بالرفع معطوف على محل {مِثْقالِ،} {وَلا أَكْبَرَ}: معطوف على ما قبله على القراءتين. {إِلاّ}: حرف حصر لا محل له. هذا؛ وقال الزجاج: ويجوز الرفع على الابتداء، وخبره {إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ} وهو غير مسلم له، {فِي كِتابٍ}: متعلقان بمحذوف حال مستثنى من عموم الأحوال، واعتبرهما أبو البقاء متعلقين بمحذوف خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: ألا وهو في كتاب (أقول: والأجود تقدير: ألا كل ذلك في كتاب). وعليهما فالجملة الاسمية في محل نصب حال مستثنى من عموم الأحوال، وانظر قول الجرجاني في الشرح. {مُبِينٍ}: صفة {كِتابٍ}.

{أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٦٣)}

الشرح: {أَوْلِياءَ اللهِ}: الذين يتولونه بالطاعة، ويتولاهم بالكرامة، وقال ابن عباس وابن جبير-رضي الله عنهما-: هم الذين يذكر الله برؤيتهم، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

أولياء الله: قوم صفر الوجوه من السهر، عمش العيون من العبر، خمص البطون من الجوع، يبس الشفاه من الذوى، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في هذه الآية: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ من عباد الله عبادا، ما هم بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى». قيل: يا رسول الله خبّرنا من هم، وما أعمالهم، فلعلّنا نحبّهم؟ قال: «هم قوم تحابّوا في الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فو الله إنّ وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، ولا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس».

ثم قرأ: {أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ..}. إلخ. وهناك أقوال كثيرة وكلها تدور حول طاعة الله وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، {لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} أي: في الآخرة عند الفزع الأكبر، {وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}: على ما فاتهم من الدنيا لما عوضهم إياه من خير لا ينفد، ونعيم سرمدي لا يزول،

<<  <  ج: ص:  >  >>