للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للتعذر. {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها.

{لَمُدْرَكُونَ:} اللام: هي المزحلقة. (مدركون): خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الاسمية: {إِنّا لَمُدْرَكُونَ} في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ جواب (لمّا) لا محل لها، و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.

{قالَ كَلاّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (٦٢)}

الشرح: {قالَ} أي: موسى، {كَلاّ:} لن يدركوكم، فإن الله وعدكم الخلاص منهم، وهذا رد لقولهم السابق: {إِنّا لَمُدْرَكُونَ}. {إِنَّ مَعِي رَبِّي} أي: بالحظ، والرعاية، {سَيَهْدِينِ:} طريق النجاة منهم، ومن كيدهم، روي: أن مؤمن آل فرعون كان بين يدي موسى، فقال: أين أمرت يا نبي الله؟! فهذا البحر أمامك، وقد غشيك آل فرعون، قال: أمرت بالبحر، ولعلي أومر بما أصنع.

وهنا بحث جدير بالاعتبار، وهو المقارنة بين قول موسى عليه السّلام {إِنَّ مَعِي رَبِّي،} وقول نبينا، وحبيبنا محمد صلّى الله عليه وسلّم في سورة (التوبة). {إِنَّ اللهَ مَعَنا} وكلاهما كان في حالة شدة، وضيق، كلاهما شديد الاتصال بربه، والتوكل عليه، فنجد موسى عليه السّلام قدم الظرف على لفظ ربي، ونبينا، وحبيبنا قدم لفظ الجلالة على الظرف، وللتقديم أهميته في مثل هذا المقام، ولا سيما إذا كان من رسولين عظيمين كريمين على الله، فاعتبروا يا أولي الأبصار، وما يتذكر ويعتبر إلا أولو الألباب. وانظر الكلام على {كَلاّ} في الآية رقم [٧٩] من سورة (مريم) على نبينا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام.

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «هو» يعود إلى موسى عليه السّلام. {كَلاّ:} حرف ردع، وزجر مبني على السكون في محل نصب مقول القول، وهو مفيد للنفي هنا. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {مَعِي:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر {إِنَّ} مقدم، فهو منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {رَبِّي:} اسم {إِنَّ} مؤخر منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع... إلخ، والياء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {سَيَهْدِينِ:} السين: حرف استقبال. (يهدين): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى ربي، والنون للوقاية، والمفعول به، وهو ياء المتكلم محذوف لدلالة الكسرة عليها، والجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان؛ ل‍: {إِنَّ،} وقيل: مستأنفة، والأول أقوى بلا شك.

والجملة الاسمية: {إِنَّ مَعِي..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وفيها معنى التعليل للردع، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>