للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلّى الله عليه وسلّم، وترك الجهاد معه، والقعود عنه، وكانوا يقولون ذلك سرا، فأخبر الله نبيه محمدا صلّى الله عليه وسلّم خبرهم. هذا؛ وجزم أبو السعود بأن الكارهين ما نزل الله هم اليهود مع علمهم بأنه من عند الله تعالى حسدا وطمعا في نزوله عليهم وأنّ القائلين: {سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} هم المنافقون، كما حكى الله عنهم في سورة (الحشر): {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا..}. إلخ، كما ستعرفه هناك إن شاء الله تعالى. {وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ:} يقرأ بفتح الهمزة على أنه جمع سر، وبكسرها على أنه مصدر مثل قوله تعالى في سورة (نوح) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام: {وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً} والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محلّ له... إلخ، وانظر باقي الإعراب في الاية رقم [٩] فهو مثله بلا فارق. {لِلَّذِينَ:} متعلقان بالفعل: {قالُوا،} وجملة: {كَرِهُوا..}. إلخ، صلة الموصول، لا محلّ لها. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية بعدها صلتها، والعائد محذوف، التقدير: كرهوا الذي نزّله الله. {سَنُطِيعُكُمْ:} السين: حرف استقبال. (نطيعكم): فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ في محل رفع خبر: (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ... إلخ. {فِي بَعْضِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و {بَعْضِ} مضاف، و {الْأَمْرِ} مضاف إليه. والكلام: {ذلِكَ..}. إلخ، مستأنف، لا محلّ له. {وَاللهُ:} الواو: حرف استئناف.

(الله): مبتدأ. {يَعْلَمُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى (الله). {إِسْرارَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: (الله...) إلخ مستأنفة، لا محلّ لها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من واو الجماعة في {قالُوا} فالمعنى لا يأباه، وعليه؛ فالرابط: الواو، والضمير.

{فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ (٢٧)}

الشرح: {فَكَيْفَ..}. إلخ أي: فكيف حالهم، أو كيف يعملون إذا جاءتهم الملائكة لقبض أرواحهم، وتعاصت الأرواح في أجسادهم، واستخرجتها الملائكة بالعنف، والقهر، والضرب؟! كما قال تعالى في سورة (الأنفال) رقم [٥٠]: {وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ} وقال تعالى في سورة (الأنعام) رقم [٩٣]: {وَلَوْ تَرى إِذِ الظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ..}.

إلخ انظر شرح الايتين في محلهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>