للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {فَأَتاهُمُ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والهاء مفعول به. {الْعَذابُ:} فاعل، والجملة الفعلية، معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{مِنْ حَيْثُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وتعليقهما بمحذوف حال من {الْعَذابُ} ضعيف، و {حَيْثُ} مبني على الضم في محل جر. {لا:} نافية. {يَشْعُرُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {حَيْثُ} إليها.

{فَأَذاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٢٦)}

الشرح: {فَأَذاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ:} الذل، والصغار، والإهانة. كالمسخ، والخسف، والقتل، والجلاء، والغرق، والهلاك، والدمار، ونحو ذلك من أنواع العذاب مما قصه علينا القرآن الكريم. فليحذر كفار قريش غضب الله، وسخطه عليهم، فإنهم قد كذبوا أشرف الرسل، وخاتم الأنبياء صلّى الله عليه وسلّم. {فِي الْحَياةِ الدُّنْيا:} وصف الله تعالى في هذه الآية وغيرها الحياة التي يحياها ابن آدم بالدنيا؛ لدناءتها، وحقارتها، وأنها لا تساوي عنده جناح بعوضة، ورحم الله الحريري؛ إذ يقول: [الكامل]

يا خاطب الدّنيا الدّنيّة إنها... شرك الرّدى وقرارة الأكدار

دار متى ما أضحكت في يومها... أبكت غدا تبّا لها من دار

أو هي من الدنو، وهو القرب؛ لأنها في متناول يد الإنسان ما دام حيّا، أما الآخرة؛ فهي الحياة الثانية؛ التي تكون بعد الموت، ثم بعد الحساب، والجزاء، ودخول الجنة، والخلود فيها، أو دخول النار، والخلود فيها، و {وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ} أي: المعد لهم. {أَكْبَرُ} أي: أعظم، وأشد؛ لشدته ودوامه. {لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ} أي: لو كانوا من أهل العلم، والمعرفة، والنظر؛ لعلموا ذلك، واعتبروا به، وانظر: «خزي» في الآية رقم [٤٠] الآتية.

الإعراب: {فَأَذاقَهُمُ:} الفاء: حرف عطف. (أذاقهم): فعل ماض، والهاء مفعول به أول.

{اللهُ:} فاعله. {الْخِزْيَ:} مفعول به ثان. {فِي الْحَياةِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {الْخِزْيَ}. {الدُّنْيا:} صفة (الحياة) مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها. {وَلَعَذابُ:} الواو: حرف استئناف. اللام: لام الابتداء. (عذاب): مبتدأ. وهو مضاف. و {الْآخِرَةِ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر، أو اسم المصدر لظرفه. {أَكْبَرُ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. وقيل: معطوفة على ما قبلها. {لَوْ:} حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {كانُوا:}

فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {يَعْلَمُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، ومفعوله محذوف للتعميم، والجملة الفعلية في

<<  <  ج: ص:  >  >>