للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاِتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٦)}

الشرح: {وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ} أي: اذكر. أو وأرسلنا إبراهيم. {اُعْبُدُوا:} وحدوه، ولا تشركوا معه شيئا في العبادة. {وَاتَّقُوهُ} أي: خافوا عقابه، فاجتنبوا مخالفته، ومعصيته، {ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ:} الإشارة إلى ما ذكر من العبادة، والتقوى، أي: فهي خير لكم مما أنتم عليه من عبادة الأصنام، وذلك على تقدير الخيرية فيه على زعمكم. وقيل: التقدير: خير من كل شيء؛ لأن حذف المفضل عليه يقتضي العموم مع عدم احتياجه إلى التأويل؛ إذ المراد بكل شيء، كل شيء فيه خيرية، ويجوز كونه صفة لا اسم تفضيل. {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي:

الخير، والشر، وتميزون بين ما هو خير، وبين ما هو شر، أو: كنتم تنظرون في الأمور بنظر العلم دون نظر الجهل.

هذا؛ وإبراهيم خليل الله بن تارح، بن ناحور، بن سروج، بن رعو، بن فالج، بن عابر، بن شالح، بن أرفكشاذ بن سام، بن نوح، على نبينا، وحبيبنا، وعليهم ألف صلاة، وألف سلام، وقد جاء ذكره في القرآن في خمس وعشرين سورة، وقد عمل المرحوم عبد الوهاب النجار، جدولا بأسماء تلك السور، مع عدد الآيات التي ذكر فيها بكل سورة، جزاه الله خيرا! وقد ذكرت قصة إبراهيم مفصلة في سورة (هود) وفي سورة (إبراهيم) وفي سورة (الحجر) وفي سورة (مريم) وفي سورة (الأنبياء) وفي سورة (الشعراء) وفي سورة (الصافات) ومختصرة في باقي السور التي ذكر فيها، وهي مختلفة الألفاظ، والتعبير بحسب ما تكون العناية موجهة نحوه من البيان والإيضاح.

وإبراهيم خليل الرحمن ولد في فدام آرام من بلاد العراق، ولم يؤمن له من قومه سوى زوجه سارة، وابن أخيه لوط بن هاران، بن تارح، فهاجر إلى فلسطين، ثم إلى مصر، ثم عاد إلى فلسطين، وكانت وفاته فيها، وقبره موجود في بلدة الخليل. هذا؛ ويذكر المفسرون: أن شأن إبراهيم في ولادته شبيه بشأن موسى في ولادته، وأنه ربي خفية عن النمرود الذي هو شبيه بفرعون بادعاء الألوهية، والربوبية. هذا؛ وإبراهيم معناه في العبرانية: أب رحيم، وانظر أولاده والكثير من سيرته في الآية رقم [٣٥] وما بعدها من السورة المسماة باسمه، على نبينا، وحبيبنا، وعليه، وعلى جميع الأنبياء، والمرسلين ألف صلاة، وألف سلام.

الإعراب: {وَإِبْراهِيمَ:} الواو: حرف عطف. (إبراهيم): معطوف على {نُوحاً} فيكون التقدير:

وأرسلنا إبراهيم. أو هو معطوف على الضمير المنصوب، فيكون التقدير: وأنجينا إبراهيم. أو هو مفعول به لفعل محذوف، التقدير: واذكر إبراهيم. هذا؛ وقرئ برفعه فيكون مبتدأ، خبره محذوف، التقدير: ومن المرسلين إبراهيم. {إِذْ:} ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل

<<  <  ج: ص:  >  >>