{قالُوا..}. إلخ. انتهى خازن. {إِنَّ:} حرف شرط جازم. {كُنّا:} ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، و (نا) اسمها. {نَحْنُ:} تأكيد ل (نا)، أو هو ضمير فصل لا محل له. {الْغالِبِينَ:} خبر (كان) منصوب... إلخ، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، والشرط، ومدخوله في محل نصب مقول القول.
الشرح:{قالَ} أي: فرعون. {نَعَمْ} أي: إن لكم أجرا. ف (نعم) حرف جواب سد مسد هذه الجملة. وانظر الآية رقم [٤٤]. {وَإِنَّكُمْ لَمِنَ..}. إلخ: أي: ولكم المنزلة الرفيعة عندي مع الأجر، فتكونون أول من يدخل، وآخر من يخرج من عندي.
قال الكلبي: والآية تدل على أن كل الخلق كانوا عالمين بأن فرعون كان عبدا ذليلا مهينا عاجزا، وإلا؛ لما احتاج إلى الاستعانة بالسحرة. وتدل أيضا على أن السحرة ما كانوا قادرين على قلب الأعيان، وإلا؛ لما احتاجوا إلى طلب الأجر، والمال من فرعون؛ لأنهم لو قدروا على قلب الأعيان؛ لقلبوا التراب ذهبا، ولنقلوا ملك فرعون لأنفسهم، ولجعلوا أنفسهم ملوك العالم، ورؤساءهم، والمقصود من هذه الآيات تنبيه الإنسان لهذه الدقائق، وأن لا يغتر بكلمات أهل الأباطيل، والأكاذيب. انتهى جمل.
الإعراب:{قالَ:} ماض، والفعل يعود إلى {فِرْعَوْنَ}. {نَعَمْ:} هذا الحرف يا قوم مقام جملة، كما رأيت مبني على السكون في محل نصب مقول القول. {وَإِنَّكُمْ:} الواو: حرف عطف.
(إنكم): حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمه. {لَمِنَ:} اللام: هي المزحلقة. (من المقربين): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (إنّ)، والجملة الاسمية معطوفة على {نَعَمْ} السادة مسد الجملة، فهي في محل نصب مقول القول مثلها، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{قالُوا} أي: السحرة. وانظر «القول» في الآية رقم [٥]. {يا مُوسى:} انظر الآية رقم [١٠٣]. {إِمّا أَنْ تُلْقِيَ} أي: حبالك، وعصاك، ومثله:{نَحْنُ الْمُلْقِينَ} أي: حبالنا، وعصينا، وفي قولهم لموسى-عليه السّلام-هذا القول مراعاة لحسن الأدب، ولذلك منّ الله عليهم بالإيمان. وانظر:{وَإِمّا} في الآية رقم [١٠٦] من سورة (التوبة).
قال البيضاوي: خيروا موسى مراعاة للأدب، وإظهارا للجلادة، ولكن كانت رغبتهم في أن يلقوا قبله، فنبهوا عليها بتغيير النظم إلى ما هو أبلغ، وتعريف الخبر، وتوسيط الفصل، وتأكيد