محل نصب حال من:{السَّماءِ،} والرابط: الواو، والضمير. (قال): فعل ماض، والفاعل يعود إلى الله. {لَها:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {وَلِلْأَرْضِ:} معطوفان على ما قبلهما.
{اِئْتِيا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والألف فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {طَوْعاً:} حال من ألف الاثنين. {أَوْ:} حرف عطف. {كَرْهاً:} معطوف على ما قبله، فهما مصدران في موضع الحال، وجملة:{فَقالَ لَها..}. إلخ معطوفة على ما قبلها. {قالَتا:}
فعل ماض، والتاء للتأنيث، وحركت بالفتح لالتقائها ساكنة مع ألف الاثنين؛ التي هي الفاعل.
{أَتَيْنا:} فعل، وفاعل. {طائِعِينَ:} حال من: (نا) منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَتا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ:} فخلقهن خلقا إبداعيا، وأتقن أمرهن حسبما تقتضيه الحكمة. والضمير المنصوب يرجع إلى السماء؛ لأنها في معنى الجمع الآيلة إليه. {فِي يَوْمَيْنِ:}
غير الأيام الأربعة؛ التي خلق فيها الأرض، فوقع خلق السموات، والأرض، وما بينهما في ستة أيام، كما قال تعالى في سورة (السجدة) رقم [٤]: {اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ} أي: في ستة أوقات، أو في مقدار ستة أيام، فإن اليوم المتعارف عليه زمان طلوع الشمس إلى غروبها لم يكن حينئذ، وما نقله القرطبي عن مجاهد:«ويوم من الستة الأيام كألف سنة مما تعدون» لا أراه قويا. هذا؛ وفي خلق الأشياء مدرّجا مع القدرة على خلقها دفعة واحدة:{إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} دليل للاختيار، واعتبار للنظار، وحث على التأني في الأمور. هذا؛ وما ذكر من أن الله تعالى ابتدأ الخلق يوم الأحد، وفرغ منه يوم الجمعة عصرا، فخلق الأرض في يومين: الأحد، والاثنين، وقدّر فيها أقواتها في يومين: الثلاثاء والأربعاء، والسموات في يومين: الخميس والجمعة، كل ذلك لم يثبت وإن أسنده القرطبي إلى عبد الله بن سلام-رضي الله عنه-وقاتل الله اليهود، فإنهم يقولون: استراح ربنا يوم السبت. فلذا اختاروه للراحة، والعبادة.
{وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها:} قال قتادة والسدي: خلق فيها شمسها، وقمرها، ونجومها، وأفلاكها، وخلق في كل سماء خلقها من الملائكة، والخلق الذي فيها من البحار، وجبال البرد، والثلوج. وهو قول ابن عباس-رضي الله عنهما-وقال: ولله في كل سماء بيت تحج إليه، وتطوف به الملائكة بحذاء الكعبة، والذي في السماء الدنيا هو البيت المعمور. وقيل: أوحى الله في كل سماء ما أراده، وما أمره به فيها. انتهى. قرطبي.