نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ جواب (لو)، لا محل لها، و (لو) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، والجملة الاسمية:{إِنَّ اللهَ..}. إلخ مستأنفة، أو تعليلية لا محل لها على الاعتبارين.
الشرح:{ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ:} قال الضحاك-رحمه الله تعالى-:
المعنى: ما ابتداء خلقكم جميعا إلا كخلق نفس واحدة، وما بعثكم يوم القيامة إلا كبعث نفس واحدة. انتهى. أي: فحذف هذا المقدر للعلم به، والمعنى: سواء في قدرته القليل، والكثير، فلا يشغله شأن عن شأن؛ لأنه يقول للقليل والكثير:{كُنْ فَيَكُونُ،} فلا يصعب عليه ما يصعب على العباد، وخلقه للعالم كخلقه لنفس واحدة. {إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ:} لقول المشركين: إنه لا بعث.
{بَصِيرٌ:} بأعمالهم، فيجازيهم عليها.
قال القرطبي-رحمه الله تعالى-: نزلت الآية في أبيّ بن خلف، وأبي الأسود؛ ومنبّه ونبيه ابني الحجاج بن السباق، قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلّم: إن الله تعالى قد خلقنا أطوارا: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظاما، ثم تقول: إنا نبعث خلقا جديدا جميعا في ساعة واحدة.
الإعراب:{ما:} نافية. {خَلْقُكُمْ:} مبتدأ حذف خبره لدلالة ما بعده عليه، كما رأيت في الشرح، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف؛ إذ التقدير: ما خلقي إياكم، فيكون في الكلام التفات من الغيبة إلى التكلم، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية، أو صلة لتأكيد النفي. {بَعْثُكُمْ:} مبتدأ، والكاف في محل جر بالإضافة... إلخ، مثل سابقه. {إِلاّ:} أداة حصر. {كَنَفْسٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ الثاني، ويجوز أن يكونا متعلقين بمحذوف خبر {خَلْقُكُمْ} فيكون الحذف من الثاني لدلالة الأول عليه. وعلى الأول فالحذف من الأول لدلالة الثاني عليه، كما يجوز اعتبار الكاف اسما بمعنى: مثل، فهي الخبر، وتكون مضافة، و (نفس) مضاف إليه. {واحِدَةٍ:} صفة نفس. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل.
{اللهَ:} اسمها. {سَمِيعٌ بَصِيرٌ:} خبران لها، والجملة الاسمية مستأنفة، أو تعليلية، أو معترضة في آخر الكلام، لا محل لها على جميع هذا الاعتبارات.