للتأنيث، والفاعل يعود إلى {فِئَةٍ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر {كَمْ،} والجملة الاسمية {كَمْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {فِئَةٍ:} مفعول به. {كَثِيرَةً:} صفة {فِئَةٍ}. {بِإِذْنِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وقيل: متعلقان بمحذوف حال، والأول أولى. {وَاللهُ:} الواو: حرف استئناف. ({اللهَ}): مبتدأ.
{مَعَ:} ظرف مكان متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، و {مَعَ} مضاف، و {الصّابِرِينَ:} مضاف إليه، والجملة الاسمية مستأنفة إن كانت من كلام الله تعالى أخبر بها عن حال {الصّابِرِينَ،} ومعطوفة على ما قبلها إن كانت من مقول ({الَّذِينَ آمَنُوا}).
الشرح:{وَلَمّا بَرَزُوا:} ظهروا، ودنوا منهم، ومنه سمّيت المبارزة في الحرب لظهور كلّ قرن إلى صاحبه. (جالوت): اسم ملك العمالقة، ويقال: إنّ البربر من نسله. {قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً:} اصبب علينا، فيه استعارة تمثيلية، حيث شبّه حالهم، والله تعالى يفيض عليهم، ويتكرّم بالصّبر بحال الماء يصب، ويفرغ على الجسم، فيعمّه كلّه، ظاهره، وباطنه، فيلقي في القلب بردا، وسلاما، وهدوءا، واطمئنانا. هذا؛ وقد دعا أولئك القوم بثلاث دعوات، تفيد أسباب النّصر، فقالوا: أولا: ربنا أفض علينا صبرا يعمّنا في جمعنا، وفي خاصّة نفوسنا لنقوى على قتال أعدائك. {وَثَبِّتْ أَقْدامَنا} أي: ثبتنا في ميدان الحرب، ولا تجعل للفرار سبيلا إلى قلوبنا. وهي الدّعوة الثانية. {وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ} أي: انصرنا على من كفر بك، وكذّب رسلك، وهي الدعوة الثالثة.
وكان الرسول صلّى الله عليه وسلّم إذا لقي العدو يقول:«اللهم بك أصول، وأجول». ويقول أيضا عند لقاء الأعداء:«اللهمّ إنّي أعوذ بك من شرورهم، وأجعلك في نحورهم».
الإعراب:{وَلَمّا} الواو: حرف عطف. (لمّا): انظر مثلها فيما تقدّم. {بَرَزُوا:} فعل ماض وفاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل جرّ بإضافة (لمّا) إليها على اعتبارها ظرفا، ولا محلّ لها على اعتبار (لمّا) حرفا. {لِجالُوتَ:} متعلّقان بالفعل قبلهما. وقيل:
متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، وهو ضعيف. وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصّرف للعلمية، والعجمة. {وَجُنُودِهِ:} معطوف عليه، والهاء في محل جر بالإضافة. {قالُوا:} ماض، وفاعله. {رَبَّنا:} منادى حذف منه أداة النداء، و (نا): في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {أَفْرِغْ:} فعل دعاء، وفاعله مستتر، تقديره: أنت. {عَلَيْنا:} متعلقان بما قبلهما. {صَبْراً:} مفعول به، والجملة الفعلية في