للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمستوشمة، وآكل الرّبا. ولعن من غيّر منار الأرض، ومن انتسب إلى غير مواليه، ومن عمل عمل قوم لوط، ومن أتى امرأة في دبرها». وكل ذلك في الصّحيح من الأحاديث، وخذ ما يلي:

عن أبي الدرداء-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ العبد إذا لعن شيئا صعدت اللّعنة إلى السّماء، فتغلق أبواب السّماء دونها، ثمّ تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثمّ تأخذ يمينا، وشمالا، فإن لم تجد مساغا؛ رجعت إلى الّذي لعن، فإن كان أهلا، وإلاّ؛ رجعت إلى قائلها». رواه أبو داود.

الإعراب: {أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب، لا محلّ له. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبره، والجملة الاسمية مستأنفة لا محلّ لها. {لَعَنَهُمُ:} فعل ماض، والهاء مفعول به. {اللهُ:} فاعله، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها، والعائد الضمير المنصوب. {وَمَنْ:} الواو:

حرف استئناف. ({مَنْ}): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ على اعتبار مفعول الفعل بعده محذوفا، أو هو في محل نصب مفعول به مقدّم له. {يَلْعَنِ:} فعل مضارع فعل الشرط. {اللهُ:} فاعله. {فَلَنْ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (لن): حرف ناصب.

{تَجِدَ:} فعل مضارع منصوب ب‍ (لن) والفاعل مستتر تقديره: أنت. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {نَصِيراً} بعدهما، أو هما متعلقان بالفعل: {تَجِدَ،} على أنّهما مفعول به ثان تقدّم على الأوّل، وهو: {نَصِيراً،} والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول:

لا محل لها؛ لأنّها لم تحل محل المفرد، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، فقيل: جملة الشرط. وقيل: جملة الجواب. وقيل: الجملتان، وهو المرجّح عند المعاصرين.

{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً (٥٣)}

الشرح: {أَمْ لَهُمْ:} أي: لليهود اللؤماء. {نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ:} الكلام استفهام إنكاري، أي:

ليس لهم نصيب من الملك؛ إذ لو كان لهم نصيب من ملك الدنيا، أو من ملك الله؛ لبخلوا به على عباد الله، فلا يعطون أحدا من الناس أقل شيء، وذلك لشدّة بخلهم، ولؤمهم، وذلك: أنّ اليهود كانوا يقولون: نحن أولى بالملك، والنبوة من العرب، فكيف نتبعهم؟ فأكذبهم الله، وأبطل دعواهم.

ولكن في هذه الأيام صار لهم ملك، ودولة، بسبب تفرّق كلمة المسلمين، وتمزيق وحدتهم، وأرجو أن يمنّ الله تعالى على المسلمين بجمع شملهم، وتوحيد كلمتهم، وتنظيم صفوفهم، فعند ذلك يقضون على اليهود، وعلى دولتهم، ولا يكون هذا إلا عند نزول عيسى، عليه السّلام.

تنبيه: وصف الله اليهود اللؤماء بالبخل بهذه الآية، ووصفهم بالجهل في الآية المتقدّمة، ووصفهم بالحسد في الآية التالية، وهذه الخصال كلّها مذمومة، وهي متأصّلة في اليهود، فكيف يدّعون الملك، ويتمنّون النبوّة؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>