التضمين، ولذا عبر سبحانه في كثير من الآيات عن إحداث النور، والظلمات بالجعل. فقال في كثير من الآيات:{وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ} تنبيها على أنهما لا يقومان بأنفسهما، كما زعمت المجوس، بخلاف الخلق فإن فيه معنى الإيجاد، والإنشاء، ولذا عبر سبحانه وتعالى في كثير من الآيات عن إيجاد السموات، والأرض بالخلق، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَبَنَيْنا:} الواو: حرف عطف. (بنينا): فعل، وفاعل. {فَوْقَكُمْ:} ظرف مكان متعلق بما قبله، والكاف في محل جر بالإضافة. {سَبْعاً:} مفعول به. {شِداداً:} صفة له، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا، والتي بعدها:(جعلنا سراجا وهاجا) معطوفة على ما قبلها أيضا. (أنزلنا): فعل، وفاعل. {مِنَ الْمُعْصِراتِ:} متعلقان بما قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {ماءً،} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة:«نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا». {لِنُخْرِجَ:} فعل مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل مستتر تقديره:«نحن». {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {حَبًّا:} مفعول به. {وَنَباتاً:}
معطوف على ما قبله، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار، والمجرور متعلقان بالفعل (أنزلنا). {وَجَنّاتٍ:} معطوف على ما قبله منصوب مثله، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {أَلْفافاً:} صفة (جنات).
الشرح: ذكر الله الأدلة التسع المتقدمة على قدرته تعالى، كبرهان واضح على إمكان البعث، والنشور والجزاء، فإن من قدر على هذه الأشياء قادر على البعث، والإحياء، ولهذا قال:{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً} أي: إن يوم الحساب، والجزاء، ويوم الفصل بين الخلائق، له وقت محدود، معلوم في علمه تعالى، وقضائه، لا يتقدم، ولا يتأخر. قال تعالى في سورة (هود) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام: {ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (١٠٣) وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ}.
قال القرطبي-رحمه الله تعالى-: وسمي: يوم الفصل؛ لأن الله تعالى يفصل فيه بين خلقه، وقد جعله الله وقتا، ومجمعا، وميعادا للأولين، والآخرين، وانظر الآية رقم [٣٨] من سورة (المرسلات). هذا؛ وميقات أصله: موقات، فقلبت الواو ياء لمناسبة الكسرة قبلها، وقل مثله في: ميعاد، وميثاق... إلخ.
{يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ:} انظر الآية رقم [١٣] من سورة (الحاقة) ففيها الكفاية. {فَتَأْتُونَ:}
فتساقون إلى المحشر. {أَفْواجاً} أي: أمما، كل أمة مع إمامهم. وقيل: زمرا، وجماعات،