الشرح:{وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ} أي: الذي يدعو إلى الإيمان بالله، ورسوله، واليوم الاخر. {فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ:} بمعنى لا يعجز ربه عن إدراكه. بمعنى: لا يفوته إن هرب من حكمه، وقضائه. وانظر ما ذكرته في الاية رقم [٣١] من سورة (الشورى). {وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ} أي: أنصار يمنعونه من عذاب الله. {أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ:} حيث أعرضوا عن إجابة الداعي إلى الله.
هذا؛ وقد اجتمع بقوله تعالى:{أَوْلِياءُ أُولئِكَ} همزتان مضمومتان من كلمتين، وليس لهما نظير في القرآن؛ أي: لا وجود لهما في محل منه غير هذا، كما اجتمع في الاية رقم [١٢٤] من سورة (الأنعام) بقوله تعالى: {لَنْ نُؤْمِنَ حَتّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ} لفظا الجلالة بدون فاصل ما، وليس لهما نظير في القرآن أيضا.
الإعراب:{وَمَنْ:} الواو: حرف استئناف، (من) اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لا:} نافية. {يُجِبْ:} فعل مضارع فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من). {داعِيَ:}
مفعول به، وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.
{فَلَيْسَ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (ليس): فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر يعود إلى (من) أيضا. {بِمُعْجِزٍ:} الباء: حرف جر صلة. (معجز): خبر (ليس) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {فِي الْأَرْضِ:}
متعلقان ب:(معجز)، وجملة:(ليس بمعجز في الأرض) في محل جزم جواب الشرط، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، فقيل: هو جملة الشرط. وقيل: جملة الجواب. وقيل: هو الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين، والجملة الاسمية مستأنفة، وهي من مقول الجن الذين سمعوا القرآن. {وَلَيْسَ:} الواو: حرف عطف. (ليس): فعل ماض ناقص. {اللهِ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ دُونِهِ:} متعلقان بمحذوف حال من: {أَوْلِياءُ} كان صفة له... إلخ، انظر الاية رقم [٦]، والهاء في محل جر بالإضافة. {أَوْلِياءُ:} اسم: (ليس) مؤخر، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جزم مثلها. {أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب، لا محلّ له. {فِي ضَلالٍ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. {مُبِينٍ:} صفة: {ضَلالٍ،} والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها.