{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {فِي ذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر: {إِنَّ} تقدم على اسمها، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {لَآياتٍ:} اللام: لام الابتداء.
(آيات): اسم (إن) مؤخر منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {أَفَلا:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي. الفاء: حرف استئناف. (لا): نافية. {يَسْمَعُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها.
{أَنّا نَسُوقُ الْماءَ} أي: بواسطة السحاب المسخر بين السماء والأرض، ثم بواسطة الرياح التي تسوق السحاب. {إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} أي: الأرض اليابسة الغليظة التي لا نبات فيها، وقال الزمخشري، وتبعه البيضاوي، والنسفي: حيث قالوا: التي جرز نباتها، أي: قطع، وأزيل، لا التي لا تنبت كالسباخ بدليل الجملة الآتية. هذا؛ وإذا رجعنا إلى قوله تعالى في الآية رقم [٨] من سورة (الكهف): {وَإِنّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً} لعرفنا: أن المعنى هناك التي لا تنبت شيئا، وبالجملة: فإن المعنى: هي التي لا تنبت، أو: التي أكل نباتها، وهو ما في القاموس المحيط، وجمعها: أجراز، ويقال: سنة جرز، وسنون أجراز؛ أي: لا مطر فيها، وتكون فيها جدوبة، ويبس، وشدة، قال ذو الرمة يصف إبلا:[الطويل] طوى النّحز والأجراز ما في بطونها... فما بقيت إلاّ الضّلوع الجراشع
والجروز: المرأة الأكول، قال الراجز:[الرجز] إنّ العجوز خبّة جروزا... تأكل كلّ ليلة قفيزا
ويستشهد بهذا البيت على نصب «إنّ» لاسمها وخبرها. ورجل جروز: إذا كان لا يبقي شيئا إلا أكله، قال الراجز:[الرجز] خبّ جروز وإذا جاع بكى... ويأكل التمر ولا يلقي النّوى
هذا؛ والجرز، والجرز، والجرز بمعنى واحد. وبالجملة فإن معنى الجروز هي: التي لا تنبت، أو التي أكل نباتها، وهو ما في «القاموس المحيط». هذا؛ وجرزه الزمان: اجتاحه، قال تبع:[الكامل] لا تسقني بيديك إن لم ألقها... جرزا كأنّ أشاءها مجروز