للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأقوام وبين رسلهم؛ فانظر سورة (الأعراف)، وسورة (هود) عليه السّلام، وسورة (الشعراء).

وانظر شرح {قَوْمُ} في الآية رقم [٧٤] من سورة (الأنبياء)، و (عاد) قوم هود، و (ثمود) قوم صالح، واستغنى فيهما عن ذكر قومهما لا ستشهارهم بهذا الاسم الأخصر، والأصل في التعبير العلم، ولا علم لغيرهما هذا؛ وفي الآية دليل على تأنيث {قَوْمُ} لأن الفعل {كَذَّبَتْ} أنث.

الإعراب: {وَإِنْ:} الواو: حرف استئناف. (إن): حرف شرط جازم. {يُكَذِّبُوكَ:} مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والكاف مفعوله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية... إلخ، وجواب الشرط محذوف؛ إذ التقدير:

فاصبر، وتأسّ. {فَقَدْ:} الفاء: حرف تعليل. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال.

{كَذَّبَتْ:} ماض، والتاء للتأنيث. {قَبْلَهُمْ:} ظرف متعلق بالفعل قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. {قَوْمُ:} فاعل، وهو مضاف، و {نُوحٍ} مضاف إليه. {وَعادٌ وَثَمُودُ:} معطوفان على {قَوْمُ نُوحٍ}. {وَقَوْمُ:} معطوف على ما قبله، وهو مضاف، و {إِبْراهِيمَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة، وجملة: {فَقَدْ كَذَّبَتْ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها تعليل للجواب المحذوف، وهو أولى من اعتبارها جوابا للشرط، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {وَقَوْمُ لُوطٍ} معطوف أيضا، وهو مضاف ومضاف إليه.

{وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٤٤)}

الشرح: {وَأَصْحابُ مَدْيَنَ:} المراد: من أرسل إليهم شعيب عليه السّلام، ولم يقل: وقوم شعيب؛ لأن قومه يشملون أصحاب مدين، وأصحاب الأيكة، وأصحاب مدين سابقون على أصحاب الأيكة في التكذيب له، فخصوا بالذكر لسبقهم في التكذيب، وانظر {أَصْحابُ الْأَيْكَةِ} في سورة (الشعراء) الآية رقم [١٧٦] وما بعدها. {وَكُذِّبَ مُوسى:} غيّر النظم، وبنى الفعل للمفعول؛ لأن قومه بني إسرائيل لم يكذبوه، وإنما كذبه فرعون، وقوم فرعون، ولأن تكذيبه كان أشنع، وكانت آياته أعظم وأشيع، ولا تنس: أنه لقي من عنت بني إسرائيل، وفسادهم، وفجورهم، وفسوقهم ما لقي، وأكثر ما تجد ذلك في سورة (الأعراف)، وسورة (البقرة).

{فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ} أي: أمهلتهم، وأخرت العقوبة عنهم إلى انتهاء آجالهم، وهذا كقوله تعالى في سورتي (الأعراف) و (ن): {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} {ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} أي: عاقبتهم.

{فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ:} استفهام معناه التعجب، ومفاده التغيير، أي: فانظر كيف كان تغييري ما كانوا فيه من النعم، والرخاء بالعذاب، والهلاك؟! فكذلك أفعل بالمكذبين من قريش. قال الجوهري: النكير، والإنكار تغيير المنكر. أو المعنى: فكيف كان عقابي للمكذبين الأولين؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>