وعن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-قال: جاء أناس من اليهود إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: يا محمد! أفي الجنة فاكهة؟ قال:«نعم فيها فاكهة ونخل ورمّان» قالوا: أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا؟ قال:«نعم وأضعاف». قالوا: فيقضون الحوائج؟ قال:«لا؛ ولكنّهم يعرقون، ويرشحون فيذهب ما في بطونهم من أذى» أخرجه عبد بن حميد في مسنده. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{فِيهِما:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {عَيْنانِ:} مبتدأ مؤخر. {نَضّاخَتانِ:} صفة {عَيْنانِ} مرفوع مثله، وعلامة الرفع فيهما الألف نيابة عن الضمة؛ لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {فِيهِما:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {فاكِهَةٌ:} مبتدأ مؤخر، وما بعده معطوف عليه، والجملة الاسمية مستأنفة مثل التي قبلها، لا محل لها، وانظر إعراب:{فَبِأَيِّ آلاءِ..}. إلخ في الاية رقم [١٣].
الشرح:{فِيهِنَّ} أي: في الجنان الأربع. {خَيْراتٌ حِسانٌ:} عن أم سلمة-رضي الله عنها- قالت قلت: لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أخبرني عن قوله تعالى: {خَيْراتٌ حِسانٌ} قال: «خيرات الأخلاق حسان الوجوه». رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وإذا كان الله قد وصفهن بكرم الأخلاق وحسن الوجوه؛ فمن هذا الذي يعرف مقدار ذلك.
وفي الحديث:«إن الحور يأخذ بعضهن بأيدي بعض، ويتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بأحسن منها، ولا بمثلها: نحن الراضيات، فلا نسخط أبدا، ونحن المقيمات، فلا نظعن أبدا، ونحن الخالدات، فلا نموت أبدا، ونحن الناعمات، فلا نبؤس أبدا، ونحن خيرات حسان حبيبات لأزواج كرام». خرجه الترمذي بمعناه من حديث علي-رضي الله عنه-. وقالت عائشة -رضي الله عنها-: إن الحور العين إذا قلن هذه المقالة أجابهن المؤمنات من نساء أهل الدنيا:
نحن المصليات، وما صليتنّ، ونحن الصائمات، وما صمتنّ، ونحن المتوضئات، وما توضأتنّ، ونحن المتصدقات، وما تصدقتنّ. فقالت عائشة-رضي الله عنها-: فغلبنهنّ والله!.
{حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ:}{مَقْصُوراتٌ:} محبوسات، مستورات، {فِي الْخِيامِ:} في الحجال لسن بالطوافات في الطرق. هذا؛ وقد قال تعالى في الأوليين:{فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ} أي قصرن طرفهن على الأزواج، ولم يذكر: أنهن مقصورات، فدل على أن المقصورات أعلى،