للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوقكم، فهو أجدر ألاّ تزدروا نعمة الله عليكم». رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة، رضي الله عنه.

وانظر ما ذكرته عن أبي زيد في الآية رقم [١١٩] (التوبة) تجد ما يسرك.

الإعراب: {قالَ اللهُ:} فعل وفاعل. {هذا:} الهاء: حرف تنبيه لا محل له. (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَوْمُ:} خبر المبتدأ مرفوع. {يَنْفَعُ:} مضارع.

{الصّادِقِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {صِدْقُهُمْ:} فاعل، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة: {يَوْمُ} إليها، هذا؛ وقد قرئ «(يوم)» بالفتح، قال البيضاوي: على أنه ظرف ل‍: {قالَ،} وخبر {هذا} محذوف، أو ظرف مستقر وقع خبرا، والمعنى: هذا الذي من كلام عيسى واقع يوم ينفع. وقيل: إنه خبر، ولكن بني على الفتح لإضافته إلى الفعل. وليس بصحيح؛ لأن المضاف إليه معرب، وقال بقول البيضاوي العكبري، وزاد جواز اعتبار: {هذا} مفعولا ل‍ {قالَ،} وما قاله البيضاوي، والعكبري، واعتمداه إنما هو قول البصريين، وما ضعفاه إنما هو قول الكوفيين، وقد رجح ابن هشام في هذه المسألة قول الكوفيين، انظر الشاهد [٩١٦] وما قبله وما بعده من كتابنا: «فتح القريب المجيب» إعراب شواهد مغني اللبيب. ففيه الكفاية لكل ذي قلب لبيب، والجملة الاسمية: {هذا يَوْمُ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية {قالَ اللهُ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {لَهُمْ:}

متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {جَنّاتٌ:} مبتدأ مؤخر، وجملة: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ} في محل رفع صفة {جَنّاتٌ،} {خالِدِينَ:} حال من الضمير المجرور محلاّ باللام منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ. وفاعله ضمير مستتر فيه. {فِيها:} متعلقان ب‍: {خالِدِينَ}. {أَبَداً:} ظرف زمان متعلق بخالدين أيضا، والجملة الاسمية: {لَهُمْ جَنّاتٌ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، وكذلك جملة: {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ} مستأنفة لا محل لها، وجملة: {وَرَضُوا عَنْهُ} معطوفة عليها لا محل لها مثلها. {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {الْفَوْزُ:} خبره {الْعَظِيمُ:} صفة، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

{لِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٢٠)}

الشرح: {لِلّهِ:} انظر الاستعاذة. {السَّماواتِ:} جمع: سماء. انظر الآية رقم [٦/ ١].

{شَيْءٍ:} انظر الآية رقم [١٩]. فقد عظم الله نفسه في هذه الآية الكريمة، ونبه بها على كذب النصارى، وفساد دعواهم في المسيح وأمه، وبأنه تعالى مالك لكل ما في السموات والأرض، ومن جملته عيسى وأمه، وقد أدخلهما في سلك الأشياء التي لا قدرة لها على شيء أصلا، وهذا مفاد من التعبير ب‍: {ما} التي هي لغير العقلاء، دون (من) التي هي للعقلاء، فغلب سبحانه غير العقلاء على العقلاء لهذه الغاية، وانظر الآية رقم [٧٩] وأيضا الآية رقم [٣] من سورة (النساء).

<<  <  ج: ص:  >  >>