يتولد منها واو، وثلاث بحذف الهمزة (أرجه) سكون الهاء وكسرها من غير إشباع، وبه حتى يتولد منها ياء. وقوله:(ابعث): في الأعراف: (أرسل). {الْمَدائِنِ:} قيل: هي مدائن صعيد مصر، وكان رؤساء السحرة بأقصى مدائن الصعيد، ومدائن جمع: مدينة على وزن: فعيلة، فالياء زائدة في المفرد؛ فلذلك تقلب همزة في الجمع، مثل: صحيفة، وصحائف، وغير ذلك، والمدينة من مدن يمدن بالمكان إذا أقام به، فالفعل من باب نصر. {حاشِرِينَ:} جامعين، ومعنى {أَرْجِهْ وَأَخاهُ:} أي أخر أمرهما، ولا تعجل بقتلهما، خوفا من الفتنة، والمراد ب:{حاشِرِينَ} الشرطة الذين كانوا جنودا عند فرعون.
الإعراب:{قالُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {أَرْجِهْ:}
فعل أمر مبني على السكون على الهمزة المحذوفة كما رأيت، والهاء مفعول به، وتسكينه قراآت كما رأيت، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:«أنت»، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {وَأَخاهُ:} معطوف على الضمير المنصوب، وقيل: مفعول معه، والأول أقوى، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والهاء في محل جر بالإضافة.
(ابعث): فعل أمر، والفاعل: أنت. {فِي الْمَدائِنِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {حاشِرِينَ:} مفعول به، وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف؛ إذ الأصل رجالا حاشرين، وجملة (ابعث...) إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها، وجملة:{قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحّارٍ عَلِيمٍ (٣٧)}
الشرح:{يَأْتُوكَ} أي: الرجال المبعوثون إلى المدائن. {سَحّارٍ:} صيغة مبالغة اسم الفاعل، وفي سورة (الأعراف) ساحر. وبه قرئ هنا أيضا. {عَلِيمٍ:} متفوق في علم السحر، وانظر (أتى) في الآية رقم [٥].
الإعراب:{يَأْتُوكَ:} فعل مضارع مجزوم بجواب الأمر: (ابعث) وجزمه عند الجمهور بشرط محذوف، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب. {بِكُلِّ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و (كلّ) مضاف، و {سَحّارٍ} مضاف إليه، وهو صفة لموصوف محذوف. {عَلِيمٍ:} صفة ثانية للموصوف المحذوف، والذي في الآية رقم [٣٤] مثله.
الشرح أي: أحضر الشرطة السحرة في يوم معين، وهو يوم الزينة المذكور بقوله تعالى في سورة (طه) رقم [٥٩] حكاية عن قول موسى-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-: {قالَ}