للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَدْعُوا إِلَى اللهِ والجمع على التأنيث: سبول، وعلى التذكير: سبل بضمتين، وقد تسكن الباء، كما في: رسل، وعسر، ويسر. قال عيسى بن عمر: كل اسم على ثلاثة أحرف، أوله مضموم وأوسطه ساكن، فمن العرب من يخففه، ومنهم من يثقله، وذلك مثل: حلم، ورحم، وعسر... إلخ.

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {ما:} نافية.

{أَسْئَلُكُمْ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنا»، والكاف مفعول به أول.

{عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وأجيز تعليقهما بمحذوف حال من {أَجْرٍ،} كان صفة له... إلخ. {مِنْ:} حرف جر صلة. {أَجْرٍ:} مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {إِلاّ:} أداة استثناء منقطع بمعنى: لكن. {مِنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب على الاستثناء المنقطع. {شاءَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {مِنْ،} والمصدر المؤول من: {أَنْ يَتَّخِذَ} في محل نصب مفعول به. {إِلى رَبِّهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من: {سَبِيلاً} كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا. وقيل: في محل نصب مفعول ثان ل‍ {يَتَّخِذَ،} وليس بشيء، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {سَبِيلاً:} مفعول به، وجملة: {شاءَ أَنْ..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها، وجملة:

{ما أَسْئَلُكُمْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً (٥٨)}

الشرح: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} أي: في استكفاء شرور الكافرين المجرمين، والاستغناء عن أجورهم، فإن الله هو الحقيق بأن يتوكل عليه دون الأحياء الذين يموتون، فإنهم إذا ماتوا ضاع من توكل عليهم، وأما الله تعالى فإنه حي لا يموت، فلا ينقطع توكل من توكل عليه، ولا يضيع البتة. {وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ:} نزهه سبحانه عن صفات النقصان، مثنيا عليه بأوصاف الكمال، طالبا لمزيد الإنعام بالشكر على فضله، وكرمه، وجوده.

{وَكَفى بِهِ:} فهو هنا بمعنى: اكتف، فالباء زائد عند الجمهور في الفاعل، وهو لازم لا ينصب المفعول به، ومثله مضارعه، كما في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ،} وأما إذا كان بمعنى: جزى، وأغنى؛ فيكون متعديا لمفعول واحد، وإذا كان بمعنى: وقى؛ فإنه يكون متعديا لمفعولين، كما في قوله تعالى: {وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ}.

(ذنوب): جمع ذنب، وهو يطلق على مخالفة الله فيما أمر، أو فيما نهى عنه، وهو على درجات، منها الصغائر، ومنها الكبائر، وتفصيلها معروف في محالها. هذا؛ وذنوب بالمعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>