للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفعل يتعدى بنفسه وبحرف الجر، تقول: شكرت الله وشكرت له، كما تقول: نصحت زيدا، ونصحت له، وانظر الشكر في الآية رقم [١١٢]، التوبة، هذا؛ ومن أسماء الله تعالى الشكور، ومعناه: هو الذي يجازي على يسير الطاعات كثير الدرجات، ويعطي بالعمل في أيام معدودة، نعما في الآخرة غير محدودة.

الإعراب: {وَما}: الواو: حرف استئناف. (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {ظَنُّ}: خبر المبتدأ، و {ظَنُّ}: مضاف، و {الَّذِينَ} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله، ومفعولاه محذوفان، التقدير: أنه لا يعاقبهم، وانظر الشرح، وجملة: {يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ} صلة الموصول لا محل لها. {يَوْمَ}: ظرف زمان متعلق بالمصدر {ظَنُّ،} والجملة الاسمية: {وَما ظَنُّ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل. {اللهِ}: اسمها. {لَذُو}: خبر {إِنَّ} مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، واللام هي المزحلقة، و (ذو) مضاف، و {فَضْلٍ} مضاف إليه. {عَلَى النّاسِ}: متعلقان ب‍ {فَضْلٍ} أو بمحذوف صفة له، والجملة الاسمية: {إِنَّ اللهَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَلكِنَّ}: الواو: حرف عطف. (لكن):

حرف مشبه بالفعل. {أَكْثَرَهُمْ}: اسم (لكن)، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: {لا يَشْكُرُونَ}: مع المفعول المحذوف في محل رفع خبر (لكن)، والجملة الاسمية: {وَلكِنَّ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها.

{وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاّ كُنّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٦١)}

الشرح: {وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ}: الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، أي: لا تكون في عبادة أو غيرها؛ إلا والرب مطلع عليك. والشأن: الحال، والخطب، والأمر، وجمعه: شئون. {وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ}: وما تحدث من شأن من الشئون فيتلى من أجله القرآن، فيعلم كيف حكمه، أو ينزل فيه قرآن فيتلى، وقال الطبري: {مِنْهُ} أي: من كتاب الله تعالى. {وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ} هذا خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم ولأمته معه، وقيل: المراد كفار قريش. {إِلاّ كُنّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً} أي: شاهدين لأعمالكم، وذلك؛ لأن الله تعالى شاهد على كل شيء وعالم بكل شيء؛ لأنه لا محدث، ولا خالق، ولا موجود إلا الله تعالى، فكل ما يدخل في الوجود من أحوال العباد، وأعمالهم الظاهرة والباطنة داخل في عمله، وهو شاهد عليه. {إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ}: تخوضون فيه وتندفعون:

والمعنى: إذ تشيعون في القرآن الكذب، هذا؛ والفعل هنا من: أفاض الرباعي، وانظره من:

<<  <  ج: ص:  >  >>