هذا؛ وقد قيل: المعنى: ذو رحمة على المطيعين، وذو بأس شديد على المجرمين. ولا بأس.
هذا؛ وسياق الكلام يدل على أن واو الجماعة عائدة على:{الَّذِينَ هادُوا} في الآية السابقة، ولا بأس أن أقول: إن قوله: {وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ..}. إلخ يشمل اليهود، ومشركي أهل مكة. (قل):
انظر «القول» في الآية رقم [٧/ ٥]. {رَبُّكُمْ:} انظر الآية رقم [٣](الأعراف). {بَأْسُهُ:} انظر الآية رقم [٤٢]. {الْقَوْمِ:} انظر الآية رقم [٥/ ٢٠] أو رقم [٣٢] من سورة (الأعراف).
الإعراب:{فَإِنْ:} الفاء: حرف تفريع، واستئناف. (إن): حرف شرط جازم.
{كَذَّبُوكَ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال:
لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَقُلْ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (قل): أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت»، والمخاطب بذلك الرسول صلّى الله عليه وسلّم. {رَبُّكُمْ:} مبتدأ، والكاف في محل جر بالإضافة. {ذُو:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، و {ذُو:} مضاف، و {رَحْمَةٍ:} مضاف إليه. {واسِعَةٍ:} صفة: {رَحْمَةٍ،} والجملة الاسمية: {رَبُّكُمْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية:{فَقُلْ..}. إلخ في محل جزم عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد. والجملة الشرطية:{فَإِنْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية. {يُرَدُّ:} مضارع مبني للمجهول. {بَأْسُهُ:} نائب فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة. {عَنِ الْقَوْمِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {الْمُجْرِمِينَ:} صفة: {الْقَوْمِ} مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والجملة الفعلية:{وَلا يُرَدُّ..}. إلخ معطوفة على خبر المبتدأ، أو هي معطوفة على الجملة الاسمية برمتها، وعلى كل فهي من جملة المقول.
الشرح:{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا:} هذا إخبار عن مستقبل، ووقع مخبره يدل على إعجازه، وقد وقع مقتضاه، كما حكى سبحانه عنهم في سورة (النحل) بقوله: {وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ}. {شاءَ:} انظر الآية رقم [٥/ ١٨]. {اللهُ:} انظر الاستعاذة.
{لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ} أي: لو شاء الله خلاف ذلك مشيئة ارتضاء، كقوله:{فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ} لما فعلنا ما فعلنا نحن، ولا آباؤنا. أرادوا أنهم على الحق المشروع المرضي عند الله، لا الاعتذار عن ارتكاب هذه القبائح بإرادة الله إياها منهم.