خبره، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والجملة الاسمية {أُولئِكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {حَقًّا}: مفعول مطلق بفعل محذوف، التقدير: أحقه حقا، أو هو صفة لمصدر محذوف، التقدير: هو المؤمنون إيمانا حقا، أو هو حال مؤكد لمضمون الجملة الاسمية، كقولك: هو عبد الله حقا، أي: حالة كونه محقا. {لَهُمْ}: متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {دَرَجاتٌ}: مبتدأ مؤخر. {عِنْدَ}: ظرف مكان متعلق بمحذوف صفة {دَرَجاتٌ،} و {عِنْدَ}: مضاف و {رَبِّهِمْ} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ}:
معطوفان على {دَرَجاتٌ،}{كَرِيمٌ}: صفة (رزق)، والجملة الاسمية {لَهُمْ دَرَجاتٌ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.
الشرح:{كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ}: هذا خطاب من الله تعالى لرسوله صلّى الله عليه وسلّم، وهذا الخروج كان للتعريض لعير قريش، ثم تحول للقتال في وادي بدر، وذلك أن عير قريش رجعت من بلاد الشام، وفيها تجارة عظيمة، ومعها أربعون رجلا بزعامة أبي سفيان بن حرب، فأخبر جبريل عليه السّلام النبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك، فندب المسلمين لتلقيها، ففرحوا لقلة الرجال، وكثرة المال، فلما خرجوا بلغ الخبر أهل مكة، فوقف أبو جهل فوق الكعبة، ونادى: يا أهل مكة النجاء، النجاء، على كل صعب وذلول، عيركم وأموالكم، إن أصابها محمد، فلن تفلحوا بعدها أبدا.
وكانت عاتكة بنت عبد المطلب رأت في منامها قبل ثلاثة أيام: أن ملكا نزل من السماء، فأخذ صخرة من الجبل، فحلق بها فوق مكة ورماها، فلم يبق بيت من مكة إلا أصابه منها، فحدثت بذلك العباس، وبلغ ذلك أبا جهل اللعين، فقال: ما يرضى رجالهم حتى تنبأت نساؤهم، ثم خرج بأهل مكة، وسار بهم إلى بدر، وهو واد فيه ماء، كانت العرب تجتمع عليه لسوقهم يوما في السنة.
وكان الرسول صلّى الله عليه وسلّم بوادي دفران، فنزل جبريل عليه السّلام بالوعد بإحدى الطائفتين، إما العير، وإما قريش، فاستشار فيه أصحابه، فقال بعضهم: هلا ذكرت لنا القتال حتى نتأهل له، إنا خرجنا للعير، فرد عليهم، وقال: إن العير قد مضت على ساحل البحر، وهذا أبو جهل قد أقبل، فقالوا: يا رسول الله عليك بالعير، ودع العدو، فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقام أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، فأحسنا، ثم قال مقداد بن عمرو: امض لما أمرك الله، فإنا معك حيث ما أحببت ولا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك، فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك، فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم قال:
أشيروا علي أيها الناس، وهو يريد الأنصار؛ لأنهم كانوا قد شرطوا حين بايعوه بالعقبة أنهم برآء