معطوف على محل جواب الشرط، والفاعل يعود إلى {اللهُ} وعلى قراءة الرفع، فالفاعل تقديره:
«نحن» على قراءة النون، وتقديره «هو» على قراءة الياء، والجملة الفعلية على الاعتبارين في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، فعلى الأول التقدير: ونحن نذرهم، وعلى الثاني التقدير: وهو يذرهم، والجملة الاسمية على الاعتبارين مستأنفة، لا محل لها، والهاء مفعول به. وانظر باقي الإعراب في الآية رقم [٦/ ١١٠] فإنه جيد.
الشرح:{يَسْئَلُونَكَ} أي: أهل مكة، أو بعض اليهود، كما ستراه آخرا. وانظر ما ذكرته في:(سأل) في الآية رقم [٨/ ١] تجد ما يسرك. {السّاعَةِ:} انظر الآية رقم [٣٤]. {أَيّانَ مُرْساها:} متى وقوعها؟ وقيل: متى إثباتها، واستقرارها؟ ورسو الشيء: ثباته، واستقراره، ومنه: رسا الجبل، وأرسى السفينة. وهذا على فتح الميم، والأول على ضم الميم. {قُلْ:}
انظر «القول» في الآية رقم [٥]. {إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي} أي: علم وقوع الساعة، وهو يوم القيامة، عند الله، استأثر به، فلم يطلع عليه نبيّا مرسلا، ولا ملكا مقربا. {لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاّ هُوَ} أي:
لا يظهر الساعة في وقتها المحدد لها إلا الله تعالى. {ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ:} خفي علمها على أهل السموات والأرض، وكل ما خفي علمه فهو ثقيل على الفؤاد.
وقال ابن جريج، والسدي: عظم وصفها على أهل السموات والأرض، وذلك لعظم هولها. وانظر شرح:{السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} في الآية رقم [٦/ ١]. {لا تَأْتِيكُمْ:} انظر (أتى) في الآية رقم [٣٥]. {بَغْتَةً:} فجأة على حين غفلة. {كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها} أي: عالم بها، كثير السؤال عنها من قولهم: أحفيت في المسألة: إذا بالغت في السؤال عنها؛ حتى علمتها. {قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ:} وليس في السؤال، ولا في الجواب تكرار: لأن السؤال الأول عن وقت قيام الساعة، والثاني عن أحوالها من ثقلها، وشدائدها، والفرق بين الجوابين لطيف، وهو أنه لما كان السؤال الأول واقعا عن وقت قيام الساعة عبر عن الجواب فيه بقوله تعالى:«علم وقت قيامها عند ربي»، ولما كان السؤال الثاني واقعا عن أحوالها، وشدائدها، وثقلها عبر عن الجواب فيه بقوله سبحانه وتعالى:{عِنْدَ اللهِ} لأنه أعظم الأسماء. {وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ:} أن علمها عند الله، وأنه استأثر بعلم ذلك حتى لا يسألوا عنه. وانظر شرح:{النّاسِ} في الآية رقم [٨٢].