أحذّركها يا خالد! فإن لها شدة لا يقوم لها شيء، فعمد خالد إلى العزى، فهشم أنفها، حتى كسرها بالفأس. وهذا كان يوم فتح مكة، وتخويفهم لخالد-رضي الله عنه-تخويف للنبي صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنه هو الذي وجه خالدا. ويدخل في الآية تخويفهم النبي صلّى الله عليه وسلّم بكثرة جمعهم وقوتهم، كما قال تعالى في سورة (القمر): {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ}.
الإعراب:{أَلَيْسَ:} الهمزة: حرف استفهام تقريري. (ليس): فعل ماض ناقص. {اللهُ:}
اسمها. {بِكافٍ:} الباء: حرف جر صلة. (كاف): خبر ليس منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وفاعله مستتر، تقديره:«هو». {عَبْدَهُ:} مفعول لاسم الفاعل، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {وَيُخَوِّفُونَكَ:} الواو: حرف عطف. (يخوفونك): فعل مضارع، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. وقال الجمل نقلا عن السمين: يجوز أن تكون الجملة حالا؛ إذ المعنى: أليس الله كافيك حال تخويفهم إياك بكذا، وكان المعنى: كافيه في كل حال؛ حتى في هذه الحال. ويجوز أن تكون مستأنفة. انتهى.
أقول: وفي الوجه الأول مانع من الحالية، وهو الواو لأن الجملة المضارعية المثبتة الواقعة حالا، لا تقترن بالواو، إلا أن يقال بالزيادة، أو على إضمار مبتدأ. {بِالَّذِينَ:} متعلقان بما قبلهما. {مِنْ دُونِهِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول، والهاء في محل جر بالإضافة.
{وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ} انظر الآية رقم [٢٣] فالإعراب لا يختلف.
الشرح:{وَمَنْ يَهْدِ اللهُ} أي: للإيمان. {فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ} أي: ومن أراد الله سعادته، فهداه إلى الهدى، والحق، ووفقه لسلوك طريق المهتدين؛ فلن يقدر أحد على إضلاله. {أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ} أي: هو تعالى منيع الجناب، لا يضام من لجأ إليه، ووقف ببابه، وهو القادر على أن ينتقم من أعدائه لأوليائه؛ لأنه غالب لا يغلب، ذو انتقام من أعدائه. وفي الآية وعيد للمشركين، ووعد المؤمنين. هذا؛ وقال تعالى في سورة (الكهف) رقم [١٧]: {مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً}.
الإعراب:{وَمَنْ:} الواو: حرف استئناف. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أو في محل نصب مفعول به مقدم. {يَهْدِ:} فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والمفعول محذوف على اعتبار (من) مبتدأ. {اللهُ:} فاعل. {فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ} انظر: {فَما لَهُ مِنْ هادٍ} في الآية رقم [٢٣] وبقية الإعراب فيها كذلك. {أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ} انظر مثلها في