للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا كان ذلك حاصلا، وواقعا فاتقوا. {وَأَطِيعُونِ:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها، والجملة الشرطية المقدرة مستأنفة، لا محلّ لها.

{إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦٤)}

الشرح: {إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ:} خالقي، وخالقكم، ورازقي، ورازقكم، المستحق للعبادة، والطاعة. {فَاعْبُدُوهُ:} وحده، بل وأفردوه في العبادة، لا تشركوا معه أحدا. {هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ} أي: طريق لا اعوجاج فيه، ولا انحراف، وما سواه معوج لا يؤدي سالكه إلى الحق. قال البيضاوي: الإشارة إلى مجموع الأمرين، وهو تتمة كلام عيسى، صلّى الله على نبينا، وعليه وسلم، أو استئناف من الله يدل على ما هو المقتضي للطاعة، والعبادة. هذا؛ والآية مذكورة في سورة (آل عمران) برقم [٥١]، وفي سورة (مريم) برقم [٣٦].

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسم: {إِنَّ}. {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {رَبِّي:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {وَرَبُّكُمْ:} معطوف على ما قبله، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية: {هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ} في محل رفع خبر: {إِنَّ،} والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول؛ إن كانت من تتمة كلام عيسى، ومستأنفة على اعتبارها مبتدأة من كلام الله تعالى، والأول هو الأرجح عندي بدلالة الكلام السابق، وبقرينة الآيتين اللتين ذكرتهما في (آل عمران) وسورة (مريم). {فَاعْبُدُوهُ:} الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر. (اعبدوه): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعوله، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ما ذكر حاصلا؛ فاعبدوه. {هذا:} مبتدأ.

{صِراطٌ:} خبره. {مُسْتَقِيمٌ:} صفة: {صِراطٌ،} والجملة الاسمية تعليل للأمر، أو مستأنفة، لا محلّ لها على الاعتبارين.

{فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٦٥)}

الشرح: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ} أي: اختلفت الفرق من أهل الكتاب في أمر عيسى، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، فاليهود قالوا: هو ساحر وابن زنى، والنصارى ثلاث فرق: قالت النسطورية منهم: هو ابن الله. وقالت الملكانية: ثالث ثلاثة. وقالت

<<  <  ج: ص:  >  >>