للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لَظالِمِينَ:} اللام: هي الفارقة بين النفي والإثبات. (ظالمين): خبر كان منصوب... إلخ، وجملة: {وَإِنْ كانَ..}. إلخ معطوفة، أو مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين. {فَانْتَقَمْنا:}

الفاء: حرف استئناف. (انتقمنا): فعل، وفاعل. {مِنْهُمْ:} متعلقان بما قبلهما، وجمع الضمير باعتبار الأفراد، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، أو هي معطوفة على محذوف، التقدير:

أي: أمعنوا في الضلال، والفساد، فانتقمنا... إلخ. {وَإِنَّهُما:} الواو: واو الحال. (إنهما):

حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {لَبِإِمامٍ:} اللام:

هي المزحلقة. (بإمام): متعلقان بمحذوف خبر (إنّ). {مُبِينٍ:} صفة، والجملة الاسمية:

{وَإِنَّهُما..}. إلخ في محل نصب حال من الضمير المجرور ب‍: (من)، والرابط: الواو، والضمير، وقد ثني الضمير باعتبار القومين، أو البلدتين، والآية مثل قوله تعالى: {وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}. تأمل، وتدبر، وربك أعلم.

{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٨١) وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤)}

الشرح: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ:} المراد بأصحاب الحجر: قبيلة ثمود الذين كذبوا نبيهم صالحا عليه السّلام، وإنما ذكره بلفظ الجمع للتعظيم، أو لأن من كذب واحدا من الرسل؛ فكأنما كذب الجميع، و {الْحِجْرِ} اسم واد كانت تسكنه قبيلة ثمود، وهو معروف بين المدينة والشام، عند وادي القرى، وآثاره موجودة باقية، يمر عليها ركب الشام إلى الحجاز، وركب الحجاز إلى الشام. {وَآتَيْناهُمْ آياتِنا} أي: أريناهم المعجزات الباهرة، وهي الناقة وولدها، وخروجها من الصخرة، وعظم جثتها، وقرب ولادها، وغزارة لبنها. {فَكانُوا عَنْها:}

عن الآيات المذكورة. {مُعْرِضِينَ:} تاركين لها غير مكترثين فيها. {وَكانُوا يَنْحِتُونَ..}. إلخ: أي:

يحفرون بيوتهم في سفوح الجبال، خوفا من الأعداء، أو من الخراب، أو خوفا من العذاب، وذلك لشدة جهلهم وغفلتهم: أن الجبال تحميهم منه، {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ} أي: صيحة جبريل التي فيها العذاب، والهلاك وقت الصبح، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٩٤] من سورة (هود) عليه السّلام. {فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ:} فما نفعهم، ولا دفع عنهم العذاب ما كانوا يبنون من البيوت الوثيقة، وما كانوا يجمعون من الأموال، وما يستكثرون من العدد، والعدد.

هذا؛ وإن قصة صالح-عليه السّلام-مع قومه قد مرت معنا في سورة (الأعراف)، وسورة (هود) عليه السّلام بأوسع منها في هذه السورة، وانظر شرح (آيات) في الآية رقم [١]. هذا؛ والحجر يطلق على أشياء كثيرة: «حجر الإنسان» بفتح الحاء وكسرها، وهو ما بين يديه من ثوبه،

<<  <  ج: ص:  >  >>