ومن شواهده الشعرية قول عبيد الله بن الحر الجعفي في رجل تقاعد عن مبايعة الملك، وهو الشاهد رقم [١٦٨] من كتابنا فتح رب البرية: [الرجز]
إنّ عليّ الله أن تبايعا... تؤخذ كرها أو تجيء طائعا
حيث أبدل تؤخذ من تبايع، والمعنى: إن علي والله، فلما حذف الجار نصب لفظ الجلالة وأيضا قول عبيد الله بن الحر الجعفي: [الطويل]
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا... تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا
فالفعل تلمم بدل من تأتنا فكل فعل يبدل من سابقه إذا كان بمعناه، قال الشاعر: [مجزوء الكامل]
إن يجبنوا أو يغدروا... أو يبخلوا لا يحفلوا
يغدوا عليك مرجّلي... ن كأنّهم لم يفعلوا
فقوله: يغدوا بدل من قوله: لا يحفلوا. وخذ قول وداك بن ثميل المازني شاعر إسلامي.
هذا؛ والأبيات الثلاثة هي الشاهد رقم [٨٢٧] من كتابنا فتح القريب المجيب: [الطويل]
رويد بني شيبان بعض وعيدكم... تلاقوا غدا خيلي على سفوان
تلاقوا جيادا لا تحيد عن الوغى... إذا ما غدت في المأزق المتداني
تلاقوهم، فتعرفوا كيف صبرهم... على ما جنت فيهم يد الحدثان؟
فقد أبدل «تلاقوا» الثاني من الأول، والثالث من الثاني. هذا؛ وتبدل الجملة من الجملة، كما ستعرفه في الآية رقم [١٣٣] من سورة (الشعراء) إن شاء الله تعالى. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الْعَذابُ:} نائب فاعل، على قراءة الفعل بالرفع، فالجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، أو هي في محل نصب حال من فاعل {يَفْعَلْ} المستتر، وعلى قراءة الفعل بالنون فالعذاب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: «نحن». {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، و {يَوْمَ} مضاف، و {الْقِيامَةِ} مضاف إليه. {وَيَخْلُدْ:} الواو: حرف عطف. (يخلد): معطوف على ما قبله على جميع القراآت. {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {مُهاناً:} حال من فاعل: (يخلد)، أو من نائب فاعله. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
{إِلاّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٠)}
الشرح: {إِلاّ مَنْ تابَ} أي: من الشرك، ومن قتل النفس، ومن الزنى؛ أي: ومن جميع المعاصي. {وَآمَنَ} أي: بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبالقرآن كتابا، وبمحمد صلّى الله عليه وسلّم نبيّا،