للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْزَلْناهُ. {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {رَجُلٌ}. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل، {الْمَلَأَ:} اسم {إِنَّ}. {يَأْتَمِرُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {إِنَّ}. {بِكَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {لِيَقْتُلُوكَ:} فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله، والكاف مفعوله، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {فَاخْرُجْ:} الفاء: هي الفصيحة، وانظر الآية رقم [١٦]، (اخرج): فعل أمر، وفاعله: أنت. {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، والياء اسمها. {لَكَ:} متعلقان بمحذوف يدل عليه ما بعده، التقدير: ناصح لك؛ لأن «ال» موصولة، ولا يتقدم معمول الصلة على الموصول، وقيل: متعلقان بالناصحين؛ لأنه يتوسع في الظروف ما لا يتوسع في غيرها، أو على جهة البيان، أعني: لك. {مِنَ النّاصِحِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر: {إِنِّي،} والجملة الاسمية: {إِنِّي..}. إلخ تعليل للأمر لا محل لها، وجملة: {فَاخْرُجْ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب شرط محذوف، يقدر بإذا، والكلام {يا مُوسى..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ معطوفة على جملة: (جاء...) إلخ بواو محذوفة، لا محل لها مثلها، وهو أولى من اعتبارها في محل نصب حال. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ (٢١)}

الشرح: {فَخَرَجَ مِنْها} أي: من المدينة. {خائِفاً:} من آل فرعون. {يَتَرَقَّبُ:} لحوق طالب له. {قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ:} خلصني منهم، واحفظني من لحوقهم، وهذا لجوء إلى الله لعلمه أن لا ملجأ إلا إليه تعالى.

تنبيه: في هذه الآية، وفي الآية رقم [١٨] دليل واضح على: أن الخوف من الأعداء، والحذر من شرهم، إنما هو سنة الله في أنبيائه، وأوليائه، مع معرفتهم به، وثقتهم بنصره. ومنه حفر النبي صلّى الله عليه وسلّم الخندق حول المدينة تحصينا للمسلمين، وأموالهم؛ مع كونه من التوكل على الله، والثقة به بمحل لم يبلغه أحد، ثم ما كان من أصحابه ما لا يجهله أحد من تحولهم عن منازلهم، مرة إلى الحبشة، ومرة إلى المدينة تخوفا على أنفسهم من مشركي مكة، وهربا بدينهم أن يفتنوهم عنه بتعذيبهم، وخاب الفسقة، والفجرة الذين يصمون الصديق-رضي الله عنه-بالجبن، وضعف الإيمان لما ناله من الخوف في ليلة الهجرة الشريفة، ودخوله مع حبيبه الغار، فويل لهم مما يكذبون، وويل لهم مما يفترون.

الإعراب: {فَخَرَجَ:} الفاء: حرف استئناف. (خرج): فعل ماض، والفاعل يعود إلى موسى، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {مِنْها:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {خائِفاً:}

<<  <  ج: ص:  >  >>