الملك إذا تصور بصورة ما، وسدّد إنسان سهما نحوه، أو جني عليه بجناية؛ فلا يناله شيء من الأذى، بخلاف الجنّي؛ إذا تصور بصورة ما؛ فيجري عليه حكم الصّورة بلحوق الأذى إليه.
وانظر ما ذكرته في سورة (الجنّ) تجد ما يسرّك، ويثلج صدرك.
وهم كثيرون لا يعلم عددهم إلا الله تعالى، قال تعالى في سورة (المدثر): {وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ} يقومون بأعمال مختلفة، كلّ فيما وكل إليه من أعمال. ورؤساؤهم عشرة: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل، ورقيب، وعتيد، ومنكر، ونكير، ورضوان خازن الجنة، ومالك خازن النار. ويتشكّلون بأشكال حسنة، بخلاف الجنّ؛ الذين يتشكلون بأشكال قبيحة.
الإعراب:{وَلا يَأْمُرَكُمْ:} انظر الشرح لإعراب هذه الجملة. {أَنْ تَتَّخِذُوا:} فعل مضارع منصوب ب {أَنْ} وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمصدر المؤول من:{أَنْ تَتَّخِذُوا:} في محل نصب مفعول به ثان عند سيبويه، وفي محل جر بحرف جر محذوف عند الخليل، التقدير: باتخاذكم، والجار، والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الْمَلائِكَةَ:} مفعول به أول. {وَالنَّبِيِّينَ:} معطوف على ما قبله. {أَرْباباً:} مفعول به ثان. {أَيَأْمُرُكُمْ:} الهمزة: حرف استفهام إنكار، وتعجيب. ({يَأْمُرَكُمْ}): فعل مضارع، والكاف مفعول به، والفاعل يعود إلى (بشر) أو إلى: (الله) والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، {بِالْكُفْرِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل المفعول الثاني. {بَعْدَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله. و {بَعْدَ} مضاف، و {إِذْ} ظرف مبني على السكون في محل جر بالإضافة. {أَنْتُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {مُسْلِمُونَ:} خبره، والجملة الاسمية في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها.
الشرح:{وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ..}. إلخ: ذكروا في معنى أخذ الميثاق وجهين: أحدهما: أنه مأخوذ من الأنبياء، والثاني أنه مأخوذ لهم من غيرهم، فلهذا السبب اختلفوا في المعنيّ بهذه الآية، فذهب قوم إلى: أن الله تعالى أخذ ميثاقا من النّبيّين خاصّة قبل أن يبلّغوا كتاب الله، ورسالاته إلى عباده أن يصدّق بعضهم بعضا، وأخذ العهد على كل نبيّ أن يؤمن بمن يأتي بعده من الأنبياء، وينصره-إن أدركه، وإن لم يدركه-أن يأمر قومه بنصرته؛ إن أدركوه، فأخذ الميثاق من موسى أن يؤمن بعيسى، ومن عيسى أن يؤمن بمحمد صلّى الله عليه وسلّم وعليهم أجمعين. هذا قول سعيد بن جبير، والحسن، وطاوس. وقيل: إنّما أخذ الميثاق من النبيين في أمر محمد صلّى الله عليه وسلّم خاصّة، وهو قول عليّ، وابن عبّاس، وقتادة، والسّدّيّ. فعلى هذا القول اختلفوا، فقيل: إنّما أخذ الميثاق على أهل