فعن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا مرض العبد، أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا». رواه البخاري، وأبو داود. وعن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:«إنّ العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة، ثمّ مرض. قيل للملك الموكّل به: اكتب له مثل عمله، إذا كان طليقا حتى أطلقه، أو أكفته إليّ».
رواه الإمام أحمد.
الإعراب:{إِلاَّ:} أداة استثناء منقطع. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب على الاستثناء، وجملة:{آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محل لها، والتي بعدها معطوفة عليها لا محل لها مثلها. {الصّالِحاتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {فَلَهُمْ:} الفاء: حرف استئناف. (لهم): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {أَجْرٌ:} مبتدأ مؤخر. {غَيْرُ:} صفة له، و {غَيْرُ} مضاف، و {مَمْنُونٍ:} مضاف إليه، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ وإن اعتبرت {الَّذِينَ} مبتدأ، والجملة الاسمية خبره، وزيدت الفاء في الخبر؛ لأن الموصول يشبه الشرط في العموم، ومضمون الجملة الاسمية:{الَّذِينَ..}. إلخ مستثنى من مضمون الكلام السابق؛ فلا بأس به، والمعنى يؤيده، ومر معنا كثير مثله، وتكون {إِلاَّ} بمعنى: لكن. ولا تنس: أنّ الفاء لم تزد في آخر سورة (الانشقاق)؛ مع أن المعنى متقارب. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
الشرح:{فَما يُكَذِّبُكَ} يعني: يا أيها الإنسان. {بَعْدُ:} بعد هذه الحجة، والبرهان. {بِالدِّينِ} أي: بالحساب، والجزاء. والاستفهام فيه توبيخ، وتأنيب، وإلزام للحجة. والمعنى: فما الذي يلجئك أيها الإنسان إلى هذا الكذب، والتكذيب بيوم الحساب، والجزاء، ألا تتفكر في صورتك، وشبابك، ومبدأ خلقك، ثم هرمك، وشيخوختك، فتعتبر، وتقول: إن الذي فعل بي ذلك قادر على أن يبعثني، ويحاسبني، وقد أخبرك محمد صلّى الله عليه وسلّم بما يؤول إليه أمرك، إما إلى جنة، وإما إلى نار؟! وقيل: هو خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمعنى: فمن يكذبك أيها الرسول بعد ظهور هذه الدلائل، والبراهين؟! وفي الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب. انظر الالتفات في سورة (الملك) رقم [٢٠].
{أَلَيْسَ اللهُ..}. إلخ أي: بأقضى القاضين، وأصحهم، وأنفذهم قضاء؛ لأن قضاءه في خلقه نافذ، ولا بد، بخلاف قضاء غيره من القضاة، فكثيرا ما يخطئ، أو يرد، ولا ينفذ، فالله يحكم يوم القيامة بين أهل الحق، وأهل الباطل، وبين المظلومين، وبين الظالمين. وانظر الاستفهام التقريري في أول سورة (الشرح).