مفعول به، وهي في الأصل مضاف إليه، التقدير: ذوقوا جزاء ما... إلخ. فلما حذف المضاف أقيم المضاف إليه مقامه. {كُنْتُمْ}: ماض ناقص مبني على السكون، والتاء: اسمه، وجملة:
{تَكْنِزُونَ} في محل نصب خبر (كان)، والجملة الفعلية صلة:{ما،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط: محذوف، التقدير: جزاء الذي، أو جزاء شيء كنتم تكنزونه، هذا؛ وجوز اعتبار:
{ما} مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر، ويكون التقدير: جزاء كونكم تكنزون، وجملة:
(ذوقوا...) إلخ لا محل لها على جميع الوجوه المعتبرة في الفاء.
الشرح:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً}: المراد بهذه الأشهر شهور العام الكامل، والسنة التامة، وهذه الشهور، منها القمرية، ومنها الشمسية، وعلى الشهور القمرية يعتمد المسلمون في صيامهم، وحجهم، وأعيادهم، وسائر أمورهم، وأحكامهم، وأيام هذه الشهور ثلاثمائة وخمسة وخمسون يوما، بينما أيام الشهور الشمسية تزيد عن الشهور القمرية عشرة، أو أكثر، فبسبب ذلك تكون السنة الشمسية ثابتة، بينما نرى السنة القمرية تدور بسبب نقصانها، فيقع الصوم والحج تارة في الصيف، وتارة في الشتاء. ومعنى {عِنْدَ اللهِ} أي: في حكمه الأبدي وتقديره الأزلي، {فِي كِتابِ اللهِ} أي: في اللوح المحفوظ الذي كتب الله فيه جميع أحوال الخلق، وما يأتون وما يذرون، وقيل: المعنى في حكم الله الذي أوجبه وأمر عباده بالأخذ به. {يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ} أي: إن هذا الحكم حكم به وقضاه يوم خلق السموات والأرض: أن السنة اثنا عشر شهرا. {مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}: من الشهور أربعة حرم، هي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، وإنما سميت حرما؛ لأن العرب في الجاهلية كانت تعظمها، وتحرم القتال فيها، حتى لو أن أحدهم لقي قاتل أبيه، وأخيه في هذه الأشهر؛ فلا يهيجه.
{ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} أي: تحريم الأشهر الأربعة هو الدين القويم، دين إبراهيم، وإسماعيل عليهما السّلام، والعرب ورثوه منهما، وقيل: المعنى ذلك الحساب المستقيم والعدد الصحيح المستوي، فالدين هنا بمعنى الحساب، والأول أولى. {فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} أي: بهتك حرمتها، وارتكاب المعاصي، والمنكرات فيها، وقيل: المراد جميع أشهر السنة، والمعتمد أن