للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العائد، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها، وجملة: (سواك فعدلك) معطوفتان عليها، لا محل لهما مثلها.

{فِي أَيِّ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل {رَكَّبَكَ،} و {ما} بعدهما مزيدة، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الكاف؛ أي: ركبك حال كونه حاصلا في بعض الصور. أو هما متعلقان بالفعل: (عدلك)، التقدير: وضعك في صورة أي صورة. ذكر ذلك ابن هشام في المغني، واعترض عليه في الأخير بأن معنى (أي) الاستفهام فلها صدر الكلام، فكيف يعمل فيها ما قبلها.

هذا؛ وأجيز اعتبار (ما) أداة شرط جازمة تجزم فعلين، فقد جزمت الفعلين بعدها، وعليه فالجملة الشرطية بمجموعها في محل جر صفة {صُورَةٍ}. {شاءَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى ربك، والمفعول محذوف، والجملة الفعلية في محل جر صفة {صُورَةٍ} على اعتبار {ما} زائدة، ومبتدأة لا محل لها على اعتبار {ما} أداة شرط. {رَكَّبَكَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (ربك)، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها على اعتبار (ما) شرطية، وفي محل نصب حال من فاعل {خَلَقَكَ} و (سواك) و (عدلك) على اعتبار (ما) زائدة، وهي على تقدير «قد» قبلها.

{كَلاّ:} حرف ردع عن الاغترار بكرم الله تعالى. وقال القرطبي: يجوز أن تكون بمعنى:

حقا، وبمعنى: ألا الاستفتاحية، فيبتدأ بها، ويجوز أن تكون بمعنى «لا» النافية، على أن يكون المعنى: ليس الأمر كما تقولون من أنكم في عبادتكم غير الله محقون. {بَلْ:} حرف إضراب انتقالي. {تُكَذِّبُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله. {بِالدِّينِ:}

متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها.

{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠) كِراماً كاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (١٢)}

الشرح: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ} أي: رقباء من الملائكة. {كِراماً كاتِبِينَ:} كراما على الله، كقوله تعالى في سورة (عبس) رقم [١٦]: {كِرامٍ بَرَرَةٍ}. {كاتِبِينَ:} يكتبون أعمالكم، وأقوالكم.

{يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ:} لا يخفى عليهم شيء من أقوالكم، وأفعالكم، وما أحراك أن تنظر ما ذكرته في الآية رقم [١١] من سورة (الرعد): {لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ..}. إلخ، وأن تنظر قوله تعالى في سورة (ق): {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}. وانظر سورة (الطارق)، وخذ هنا ما يلي:

فقد روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى حالتين: الخراءة، أو الجماع، فإذا اغتسل أحدكم، فليستتر بجرم حائط، أو بغيره، أو ليستره أخوه».

<<  <  ج: ص:  >  >>