للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة النّبإ

بسم الله الرّحمن الرّحيم

سورة (النبأ) وتسمى سورة التساؤل مكية، وهي أربعون آية، أو إحدى وأربعون، ومئة وثلاث وسبعون كلمة، وتسعمئة وسبعون حرفا. انتهى خازن.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣) كَلاّ سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلاّ سَيَعْلَمُونَ (٥)}

الشرح: {عَمَّ:} كلمة مؤلفة من حرف، واسم، فالحرف: (عن) الجارة، والاسم (ما) الاستفهامية، وقد حذفت ألفها، كما تحذف مع كل جار، نحو قوله تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ،} {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها،} {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} وذلك للفرق بين الموصولة، والاستفهامية.

ويقال: للفرق بين الخبر، والاستخبار، ومن شواهدها الشعرية قول الكميت-وهو الشاهد رقم [٥٥٤] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: إعراب شواهد مغني اللبيب-: [الطويل]

فتلك ولاة السّوء قد طال مكثهم... فحتّام حتّام العناء المطوّل؟!

وأيضا قول عمرو بن معد يكرب الزبيدي المذحجي-رضي الله عنه-وهو الشاهد رقم [٢٥٠] من الكتاب المذكور، وأيضا رقم [٤٥٤] من كتابنا: «فتح رب البرية»: [الطويل]

علام تقول: الرّمح يثقل عاتقي... إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرّت؟

هذا؛ وقرأ عكرمة، وعيسى بن عمر: «(عمّا)» بإثبات الألف، وهي قراءة فوق السبعة، ومنه قول حسان بن المنذر-رضي الله عنه-يهجو رجلا من بني مخزوم-وهو الشاهد رقم [٥٥٦] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الوافر]

على ما قام يشتمني لئيم... كخنزير تمرّغ في دمان؟

هذا؛ وقرأ ابن كثير «(عمّه)» بهاء السكت وصلا، وهذا يكون في الوقف، فيكون أجرى الوصل مجرى الوقف. {يَتَساءَلُونَ:} يسأل بعضهم بعضا، والضمير يعود إلى قريش؛ إذ هم المقصودون بذلك، روي: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لما بعث؛ جعل المشركون يتساءلون بينهم، فيقولون: ما الذي أتى به محمد، ويتجادلون فيما بعث به، فبعضهم يقول: شعر، وبعضهم يقول: سحر،

<<  <  ج: ص:  >  >>