الشرح:{عَمَّ:} كلمة مؤلفة من حرف، واسم، فالحرف:(عن) الجارة، والاسم (ما) الاستفهامية، وقد حذفت ألفها، كما تحذف مع كل جار، نحو قوله تعالى:{لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ،}{فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها،}{فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} وذلك للفرق بين الموصولة، والاستفهامية.
ويقال: للفرق بين الخبر، والاستخبار، ومن شواهدها الشعرية قول الكميت-وهو الشاهد رقم [٥٥٤] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: إعراب شواهد مغني اللبيب-: [الطويل]
فتلك ولاة السّوء قد طال مكثهم... فحتّام حتّام العناء المطوّل؟!
وأيضا قول عمرو بن معد يكرب الزبيدي المذحجي-رضي الله عنه-وهو الشاهد رقم [٢٥٠] من الكتاب المذكور، وأيضا رقم [٤٥٤] من كتابنا: «فتح رب البرية»: [الطويل]
علام تقول: الرّمح يثقل عاتقي... إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرّت؟
هذا؛ وقرأ عكرمة، وعيسى بن عمر: «(عمّا)» بإثبات الألف، وهي قراءة فوق السبعة، ومنه قول حسان بن المنذر-رضي الله عنه-يهجو رجلا من بني مخزوم-وهو الشاهد رقم [٥٥٦] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الوافر]
على ما قام يشتمني لئيم... كخنزير تمرّغ في دمان؟
هذا؛ وقرأ ابن كثير «(عمّه)» بهاء السكت وصلا، وهذا يكون في الوقف، فيكون أجرى الوصل مجرى الوقف. {يَتَساءَلُونَ:} يسأل بعضهم بعضا، والضمير يعود إلى قريش؛ إذ هم المقصودون بذلك، روي: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لما بعث؛ جعل المشركون يتساءلون بينهم، فيقولون: ما الذي أتى به محمد، ويتجادلون فيما بعث به، فبعضهم يقول: شعر، وبعضهم يقول: سحر،