للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {أَفَأَنْتَ}: الهمزة: حرف استفهام. الفاء: حرف عطف على محذوف، أو هي حرف استئناف. (أنت): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {تُكْرِهُ}: مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {النّاسَ}: مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، هذا؛ وأجاز السمين اعتبار الضمير فاعلا بفعل محذوف يفسره المذكور بعده، وعليه فالجملة الفعلية مفسرة لا محل لها، وعلى الوجهين فالجملة مستأنفة، أو معطوفة على جملة محذوفة. {حَتّى}: حرف غاية وجر بعدها «أن» مضمرة، وهي بمعنى لام التعليل. {يَكُونُوا}: مضارع ناقص منصوب ب‍ «أن» مضمرة بعد {حَتّى،} وعلامة نصبه حذف النون، والواو اسمه، والألف للتفريق. {مُؤْمِنِينَ}: خبر يكونوا منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، و «أن» المضمرة والفعل {يَكُونُوا} في تأويل مصدر في محل جر ب‍ {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل {تُكْرِهُ}.

{وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (١٠٠)}

الشرح: {وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ} أي: وما كان ينبغي لنفس خلقها الله تعالى أن تؤمن، وتصدق إلا بقضاء الله لها بالإيمان، فإن هدايتها إلى الله، وهو الهادي المضل، ومعنى بإذن الله: بإرادته، وتوفيقه، وهدايته، ومشيئته. {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ}: السخط، والعذاب، والانتقام، وقرئ: «(نجعل)» بالنون. {عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ}: لا يفهمون أمر الله فيما أمر، ونهيه فيما نهى عنه، أو المعنى: لا يتدبرون ما صنع الله في هذا الكون من آيات تدل على قدرته تعالى، ولا يستعملون عقولهم بالنظر في البراهين، والحجج التي نزل بها القرآن الكريم، ودعاهم إلى النظر فيها، وقرئ: «(الرّجز)» بالزاي.

الإعراب: {وَما}: الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {كانَ}: ماض ناقص.

{لِنَفْسٍ}: متعلقان بمحذوف خبر {كانَ} تقدم على اسمها، والمصدر المؤول من: {أَنْ تُؤْمِنَ} في محل رفع اسم {كانَ} مؤخر. {إِلاّ}: حرف حصر. {بِإِذْنِ}: متعلقان بمحذوف حال من فاعل {تُؤْمِنَ} المستتر، التقدير: أن تؤمن إلا مأذونا لها، هذا؛ وجوز اعتبارهما متعلقين بمحذوف خبر {كانَ،} وعليه يكون {لِنَفْسٍ} متعلقين ب‍ {كانَ،} و (إذن) مضاف، و {اللهِ}: مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، وجملة: {وَما كانَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَيَجْعَلُ}: مضارع والفاعل يعود إلى {اللهِ}. {الرِّجْسَ}: مفعول به. {عَلَى الَّذِينَ}: متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {لا يَعْقِلُونَ} صلة الموصول لا محل لها، وجملة:

<<  <  ج: ص:  >  >>