للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوما غير مستحقين العذاب، أو ما كنا ظالمين في تعذيبهم، حيث أرسلنا إليهم رسلا، فلم يؤمنوا، وقطعنا حجتهم.

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {أَهْلَكْنا:} فعل، وفاعل. {مِنْ:}

حرف جر صلة. {قَرْيَةٍ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {إِلاّ:} حرف حصر. {لَها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مُنْذِرُونَ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية في محل نصب حال من: {قَرْيَةٍ،} وجاز مجيء الحال من النكرة لتقدم النفي عليها، ولم يجوز ابن هشام اعتبار الجملة صفة للفصل ب‍: {إِلاّ؛} فإنه قال: ولما جاءت {إِلاّ} امتنعت الوصفية، وأما قوله تعالى: {وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ} الآية رقم [٤] من سورة (الحجر)، فللوصفية مانعان: الواو، و {إِلاّ،} ولم ير الزمخشري، وأبو البقاء واحدا منهما مانعا، وكلام النحويين بخلاف ذلك. وقال الأخفش: لا تفصل «إلا» بين الموصوف وصفته. انتهى. مغني اللبيب. وقال الزمخشري: فإن قلت: كيف تركت الواو من الجملة بعد {إِلاّ،} ولم تترك منها في آية الحجر، قلت: الأصل ترك الواو؛ لأن الجملة صفة ل‍ {قَرْيَةٍ،} وإذا زيدت فلتأكيد وصل الصفة بالموصوف، كما في قوله تعالى: {سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}. انتهى. سمين.

{ذِكْرى:} مفعول لأجله، أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف، وعليهما فهو منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، وقيل: هي صفة: {مُنْذِرُونَ} على تقدير: ذوو ذكرى، فلما حذف المضاف أقيم المضاف إليه مقامه، أو خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هي ذكرى، وعليه فهذه الجملة معترضة. {وَما:} الواو: واو الحال. (ما): نافية. {كُنّا:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، و (نا): ضمير متصل في محل رفع اسمها. {ظالِمِينَ:} خبر كان منصوب، وجملة: {كُنّا ظالِمِينَ} في محل نصب حال من (نا) والرابط: الواو، والضمير.

{وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ (٢١٠) وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ (٢١١) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (٢١٢)}

الشرح: {وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ} أي: بالقرآن. {الشَّياطِينُ:} فهذا رد لما زعمه الكفرة في حق القرآن الكريم من أنه من قبيل ما تلقيه الشياطين على الكهنة بعد تحقيق الحق ببيان: أنه نزل به الروح الأمين، فقد أكذبهم الله تعالى بهذه الآية، وعليه فلا يكون سحرا، ولا كهانة، ولا شعرا، ولا أضغاث أحلام، كما يقولون. {وَما يَنْبَغِي لَهُمْ} أي: وما يصلح للشياطين أن ينزلوا بالقرآن الكريم. {وَما يَسْتَطِيعُونَ} أي: لا يقدرون على إنزال القرآن. {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>