للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لمّا)، لا محلّ لها، و (لمّا) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله، لا محلّ له مثله. {فَلَمّا:}

الفاء: حرف عطف. (لمّا): مثل سابقتها. {قُضِيَ:} ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى: {الْقُرْآنَ،} وقل في هذه الجملة مثل ما تقدم. {وَلَّوْا:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة التي هي فاعله، والألف للتفريق. {إِلى قَوْمِهِمْ:} متعلقان بما بعدهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {مُنْذِرِينَ:} حال منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة الفعلية جواب (لمّا)، لا محلّ لها، و (لما) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله، لا محل له مثله.

{قالُوا يا قَوْمَنا إِنّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠)}

الشرح: {قالُوا يا قَوْمَنا} ... {مُوسى:} قال عطاء-رحمه الله تعالى-: كان دينهم اليهودية، ولذلك قالوا: {إِنّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ:} يعني من الكتب الإلهية المنزلة من السماء، وذلك: أن كتب الأنبياء كانت مشتملة على الدعوة إلى التوحيد، وتصديق الأنبياء، والإيمان بالمعاد، والحشر، والنشر، وجاء هذا الكتاب-وهو القرآن المنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم-كذلك، فذلك هو تصديقه لما بين يديه من الكتب؛ أي: لما تقدم من الكتب السماوية. {يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ:} يهدي إلى دين الحق، وهو دين الإسلام، وهو دين العقيدة الصحيحة. {وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ:} هو طريق الإيمان، والعمل الصالح المؤدي إلى الجنة. هذا؛ وإعلال {مُسْتَقِيمٍ} مثل إعلال {مُقِيمٍ} في الاية رقم [٤٥] من سورة (الشورى).

الإعراب: {قالُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق. (يا): أداة نداء تنوب مناب أدعو.

(قومنا): منادى، و (نا): في محل جر بالإضافة. {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {سَمِعْنا:} فعل، وفاعل. {كِتاباً:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: (إنّ). {أُنْزِلَ:} ماض مبني للمجهول، ونائب فاعله يعود إلى: {كِتاباً،} والجملة الفعلية في محل نصب صفة: {كِتاباً}. {مِنْ بَعْدِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من نائب الفاعل المستتر؛ أي:

منزلا من، و {بَعْدِ} مضاف، و {مُوسى} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر. {مُصَدِّقاً:} صفة ثانية ل‍: {كِتاباً،} أو هو حال منه بعد وصفه بما تقدم، وفاعله مستتر فيه. {لِما:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {مُصَدِّقاً،} و (ما): اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام. هذا؛ وقد اعتبر ابن هشام اللام في مثل ذلك زائدة، وسماها لام التقوية؛ أي: تقوية عامل ضعيف ضعف عن العمل فيما بعده، وعليه ف‍: (ما) مجرورة لفظا،

<<  <  ج: ص:  >  >>