للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ و {يَغُضُّوا} مجزوم على جميع الوجوه المذكورة، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية مستأنفة، أو في محل نصب مقول القول على حسب الوجوه المعتبرة فيها، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{مِنْ:} حرف جر صلة وهذا على مذهب الأخفش الذي يجيز زيادتها في الإيجاب، ويؤيده قوله تعالى في سورة (الحجرات): {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ} وهو مذهب الكوفيين.

{أَبْصارِهِمْ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وقيل: {مِنْ} أصلية جارة، وعليه فالجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَيَحْفَظُوا:} معطوف على ما قبله على جميع الوجوه المعتبرة فيه. {فُرُوجَهُمْ:} مفعول به، و (الهاء) في محل جر بالإضافة، ودخلت {مِنْ} في غض البصر، دون حفظ الفرج لتدل على أن أمر النظر أوسع، ألا ترى أن المحارم لا بأس بالنظر إلى شعورهن، وصدورهن، وكذا الإماء المستعرضات للبيع في الزمن الماضي، وأما الفروج؛ فمضيق فيها.

{ذلِكَ} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف للخطاب حرف لا محل له. {أَزْكى:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، وهو أفعل تفضيل، فاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: «هو». {لَهُمْ:} متعلقان ب‍: {أَزْكى،} والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {خَبِيرٌ:} خبرها.

{بِما:} متعلقان بخبير، وانظر إعراب مثل الباقي في الآية رقم [٢٨] فهو مثله بلا فارق، وفي الآية السابقة ما يشبهه، والجملة الاسمية: {إِنَّ اللهَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها أيضا.

{وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣١)}

الشرح: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ:} خص الله سبحانه وتعالى الإناث هنا بالخطاب على طريق التأكيد، فإن قوله جل ذكره في الآية السابقة: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ} يكفي؛ لأنه قول عام يتناول

<<  <  ج: ص:  >  >>