للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{هذا..}. إلخ والتقدير: يقولون: هل هذا، وهذا لا معنى له، والأولى أن يكون مبتدأ مؤخرا، وجملة: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} خبرا مقدما، والرابع: أن يكون خبر مبتدأ محذوف، التقدير: هم الذين ظلموا، وهذه الأوجه الأربعة ذكرتها في الآية [٧٤] من سورة (المائدة) ويزاد هنا الوجه الثاني، وهو أن يكون منصوبا على إضمار: أعني، والوجه الثالث: أن يكون مجرورا صفة ل‍: (الناس) أو بدلا منه على بعد من ذلك، وجملة: {ظَلَمُوا} صلة الموصول لا محل لها، وجملة: {وَأَسَرُّوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{هَلْ:} حرف استفهام معناه النفي. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {إِلاّ:} حرف حصر. {بَشَرٌ:} خبر المبتدأ.

{مِثْلُكُمْ:} صفة {بَشَرٌ،} والكاف في محل جر بالإضافة. {أَفَتَأْتُونَ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. الفاء: عاطفة على محذوف. (تأتون): مضارع مرفوع... إلخ، الواو فاعله.

{السِّحْرَ:} مفعول به. هذا؛ والجملتان: {هَلْ هذا..}. إلخ بدل من {النَّجْوَى} أو تفسير لها، أو هما في محل نصب مقول القول محذوف هو جواب عن سؤال مما قبله، كأنه قيل: فماذا قالوا في نجواهم؟ فقيل: قالوا: {هَلْ هذا..}. إلخ.

وأجيز اعتبارها مفعولا به ل‍: {النَّجْوَى،} لأنها في معنى القول، وهو أضعف الأقوال الثلاثة، هذا؛ وعلى الاعتبار الأول تكون الجملة أبدلت من المفرد، وقد استشهد بها ابن هشام في المغني لذلك، وذكر قول الشاعر، وهو الشاهد رقم [٨٢٥] من كتابنا فتح القريب المجيب: [الطويل] لقد أذهلتني أمّ عمر وبكلمة... أتصبر يوم البين أم لست تصبر؟

والجملة الاسمية: {وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} في محل نصب حال من واو الجماعة والرابط: الواو والضمير.

{قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٤)}

الشرح: {قالَ} أي: قال محمد صلّى الله عليه وسلّم، ويقرأ بلفظ الأمر. {رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ:}

والمعنى: قل يا محمد لهؤلاء الذي أسروا النجوى: ربي يعلم كل قول في السماء والأرض؛ سواء أكان سرا، أم كان جهرا، {وَهُوَ السَّمِيعُ:} لأقوالهم. {الْعَلِيمُ:} بما في ضمائرهم.

الإعراب: {قالَ:} ماض، وفاعله مستتر تقديره: «هو»، يعود إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم. {رَبِّي:} مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.

{يَعْلَمُ:} مضارع والفاعل يعود إلى {رَبِّي}. {الْقَوْلَ:} مفعول به. {فِي السَّماءِ:} متعلقان

<<  <  ج: ص:  >  >>