مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو نائب فاعله، والنون حرف لا محل له. {فِي أَمْوالِكُمْ:} متعلقان بما قبلهما. {وَأَنْفُسِكُمْ:} معطوف على ما قبله، والكاف في محل جر بالإضافة. {وَلَتَسْمَعُنَّ:} الواو: حرف عطف. ({لَتَسْمَعُنَّ}): إعرابه مثل إعراب:
{لَتُبْلَوُنَّ} وواو الجماعة المحذوفة المدلول عليها بالضمة فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها؛ لأنها جواب القسم المقدّر. {مِنَ الَّذِينَ:} متعلقان بما قبلهما.
{أُوتُوا:} فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول، والألف للتفريق. {الْكِتابَ:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها.
{وَمِنَ الَّذِينَ:} معطوفان على ما قبلهما. {أَشْرَكُوا:} ماض، وفاعله، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {أَذىً:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدّرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والألف الثابتة دليل عليها، وليست عينها. {كَثِيراً:} صفة له.
({إِنْ}): حرف شرط جازم. {تَصْبِرُوا:} فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. ({تَتَّقُوا}): انظر إعراب مثله في الآية رقم [١٧٩]: {فَإِنَّ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. ({إِنْ}): حرف مشبه بالفعل. {ذلِكَ:}
اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسمها، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محلّ له. {مِنْ عَزْمِ:} متعلقان بمحذوف خبر: ({إِنْ}) و {عَزْمِ} مضاف، و {الْأُمُورِ:} مضاف، والجملة الاسمية: (إن {ذلِكَ..}.) إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحلّ محلّ المفرد، ({إِنْ}) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.
{وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاِشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ (١٨٧)}
الشرح: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ} أي: واذكر يا محمد إذ أخذ الله. {مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ} يعني: اليهود، والنصارى، والمراد منهم العلماء خاصّة، وأخذ الميثاق هو: التوكيد، والإلزام لبيان ما أوتوه من الكتاب، وانظر الآية رقم [٨١]: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّاسِ} يعني: ليبينن ما في الكتاب، وليظهرن للناس؛ حتى يعلموه، وذلك: أنّ الله أوجب على: علماء التّوراة، والإنجيل أن يشرحوا للناس ما في هذين الكتابين من الدّلائل الدّالة على نبوّة محمد صلّى الله عليه وسلّم: {وَلا تَكْتُمُونَهُ:}
ولكنّهم كتموه، وتعوضوا عما وجدوا عليه من الخير في الدنيا، والآخرة بالدّون الطفيف، والحظّ الدّنيوي السّخيف، فبئست الصفقة صفقتهم! وبئست البيعة بيعتهم! وفي هذا تحذير لعلماء المسلمين أن يسلكوا مسلكهم، فيصيبهم ما أصابهم من السّخط، والغضب، والحرمان من رضا الله في الدنيا، والآخرة. والضمير يعود إلى الميثاق، أو إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم.