للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاسمية: {وَهذا ذِكْرٌ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {أَفَأَنْتُمْ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي.

الفاء: حرف استئناف، أو: عطف. (أنتم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لَهُ:} متعلقان بما بعدهما. {مُنْكِرُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة لا محل لها على الاعتبارين.

{وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنّا بِهِ عالِمِينَ (٥١)}

الشرح: {وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ:} هداه، وصلاحه. {مِنْ قَبْلُ} أي: من قبل النبوة، حيث وفقناه للنظر، والاستدلال. وذلك لما جن عليه الليل، ورأى الكوكب، والشمس، والقمر، انظر الآية رقم [٧٦] من سورة (الأنعام) وما بعدها، وقيل: من قبل موسى وهارون، وهو المعتمد. {وَكُنّا بِهِ عالِمِينَ} أي: إنه صالح لإتيان الرشد، وصالح للنبوة {اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ}.

بعد هذا انظر مناقشته لأبيه، ودعوته إياه للإيمان بلطف، وحسن أدب في الآية رقم [٤٠] وما بعدها من سورة (مريم) عليهاالسّلام، وانظر عمره، وأولاده في الآية رقم [٧١] من سورة (هود) عليه السّلام، وانظر قصته مع هاجر في الآية رقم [٣٧] من السورة المسماة باسمه.

الإعراب: {وَلَقَدْ:} انظر الآية رقم [٤١] {آتَيْنا:} فعل، وفاعل. {إِبْراهِيمَ:} مفعول به أول. {رُشْدَهُ:} مفعول به ثان، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: (لقد...) إلخ جواب القسم المقدر. {مِنْ قَبْلُ:} متعلقان بالفعل قبلهما أو هما متعلقان بمحذوف حال من {رُشْدَهُ} و {قَبْلُ} مبني على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى. (كنا): ماض ناقص مبني على السكون، و (نا): اسمه. {بِهِ:} متعلقان بما بعدهما. {عالِمِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وجملة: {وَكُنّا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها.

{إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ (٥٢)}

الشرح: {إِذْ قالَ لِأَبِيهِ:} آزر. {وَقَوْمِهِ:} نمرود، ومن اتبعه. {ما هذِهِ التَّماثِيلُ} أي:

الأصنام المصورة على صورة السباع، أو الطيور، أو الإنسان. وفيه تجاهل لهم؛ ليحقر آلهتهم مع علمه بتعظيمهم لها. {الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ:} مقيمون على عبادتها، وتقديسها، وتعظيمها.

وانظر الآية رقم [٣٠] من سورة (الحج)، وإنما قال: {لَها عاكِفُونَ} لأن المراد: لها عابدون، ولو كان {عاكِفُونَ} على ظاهره؛ لقال: عليها عاكفون؛ لأن عكف يتعدى ب‍: «على».

<<  <  ج: ص:  >  >>