التقدير: بالذي، أو بشيء تعدنا به، وأجيز اعتبار (ما) مصدرية فيكون التقدير: بوعدك إيانا، وجملة:(ائتنا...) إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ذلك لا يفيدك شيئا، {فَأْتِنا..}. إلخ، والشرط ومدخوله في محل نصب مقول القول أيضا. {إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ} انظر إعراب مثل هذه الجملة في الآية رقم [٢٨] وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، التقدير: إن كنت... فائتنا بما تعدنا، وهذا الكلام في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالُوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.
الشرح:{قالَ} أي: نوح. {إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ} أي: بالعذاب، فإن أمره إلى الله، لا إليّ.
{إِنْ شاءَ} أي: شاء إهلاككم؛ عذبكم عاجلا، أو آجلا. {وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} أي: بفائتين من العذاب، أو بهاربين منه، أو ما أنتم بمعجزين الله تعالى بأن لا يقدر على تعذيبكم.
هذا؛ و {شاءَ} مضارعه يشاء، فلم يرد له أمر، ولا ل «أراد» فيما أعلم، فهما ناقصا التصرف، وأصل (شاء): (شيء) على فعل بكسر العين، بدليل قولك: شئت شيئا، وقد قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وقد كثر حذف مفعوله، وحذف مفعول:(أراد) حتى لا يكاد ينطق به إلا في الشيء المستغرب، مثل قوله تعالى:{لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنّا} وقال الشاعر الخريمي: [الطويل]
فلو شئت أن أبكي دما لبكيته... عليه، ولكن ساحة الصّبر أوسع
وقيد بعضهم حذف مفعول هذين الفعلين بعد (لو)، وليس كذلك، وانظر الإرادة في الآية رقم [١١٨] الآتية.
الإعراب:{قالَ}: ماض، والفاعل يعود إلى (نوح). {إِنَّما}: كافة ومكفوفة. {يَأْتِيكُمْ}:
مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والكاف مفعول به. {بِهِ}: متعلقان بالفعل قبلهما. {اللهُ}: فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}.
إلخ مستأنفة لا محل لها. {إِنْ}: حرف شرط جازم. {شاءَ}: ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى {اللهُ،} والمفعول محذوف، انظر الشرح، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية وجواب الشرط محذوف، التقدير: إن شاء إهلاككم؛ فهو يأتيكم بالعذاب {وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٥٣] من سورة (يونس) وهي هنا في محل نصب حال من كاف الخطاب، والرابط: الواو، والضمير، و {إِنْ} ومدخولها كلام معترض بين الحال وصاحبه. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.