{فَلْيَسْتَجِيبُوا:} الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر، التقدير: وإذا كان ذلك واقعا وحاصلا منّي... إلخ، اللام: لام الأمر. (يستجيبوا): فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنّها جواب للشرط المقدر ب {إِذا} كما رأيت، والشرط المقدر، ومدخوله كلام معطوف على ما قبله، لا محل له مثله، والجملة:{وَلْيُؤْمِنُوا:} معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {لِي:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {بِي:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {لَعَلَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء: اسمه. {يَرْشُدُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر:(لعل)، والجملة الاسمية مفيدة للتوقع، والترجّي، والتعليل، لا محلّ لها.
تنبيه: وما ذكره أبو البقاء من تقدير: «قل» قبل الجملة الاسمية: {فَإِنِّي..}. إلخ؛ فقد قاسه على مثل قوله تعالى في سورة (طه): {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً} ولكن عدم التقدير أولى وأبلغ، ولأن الله قد تولى جوابهم بنفسه إشعارا بفرط قربه منهم، وحضوره مع كل سائل؛ بحيث لا تتوقف إجابته على وجود واسطة بينه وبين السائلين من ذوي الحاجات. انتهى صابوني، وهو جيد إن شاء الله تعالى.
الشرح:{أُحِلَّ:} الحلال ضدّ الحرام، انظر الآية رقم [٨٥] ولفظ {أُحِلَّ} يوحي أنّ شيئا كان محرما قبل ذلك، ثم نسخ كما ستعرفه. {لَيْلَةَ الصِّيامِ} أي: ليالي صيام رمضان.
{الرَّفَثُ:} يطلق على الكلام الفاحش، والقبيح بين الناس، والمراد به: الجماع، فقد كنى الله به عنه، وعدّي ب {إِلى} لتضمّنه معنى الإفضاء، وهو من الكنايات الحسنة، كقوله تعالى:
{فَلَمّا تَغَشّاها} وقوله جل ذكره: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ} وقوله جل شأنه: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ} وقوله تعالت حكمته: {أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: إن الله-عز وجل- كريم، حليم، يكني.