للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {وَأَضَلَّهُ اللهُ:} ماض، ومفعول، وفاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {عَلى عِلْمٍ:} متعلقان بمحذوف حال من الفاعل، أو من المفعول.

{وَخَتَمَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {اللهُ}. {عَلى سَمْعِهِ:} متعلقان بما قبلهما. {وَقَلْبِهِ:}

معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة.

{وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً} معطوفة على جملة الصلة أيضا لا محل لها مثلها. {فَمَنْ:} الفاء: حرف استئناف على اعتبار المفعول الثاني ل‍: (رأيت) محذوفا، وصلة على اعتبار الجملة الاسمية الآتية مفعولا ثانيا. (من): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَهْدِيهِ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى (من)، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، أو في محل نصب مفعول به ثان حسبما رأيت. {مِنْ بَعْدِ:} متعلقان بما قبلهما، و {بَعْدِ} مضاف، و {اللهُ} مضاف إليه.

{أَفَلا:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري توبيخي. الفاء: حرف استئناف. (لا): نافية. {تَذَكَّرُونَ:}

فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها، وقرئ: «(تتذكرون)».

{وَقالُوا ما هِيَ إِلاّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنُّونَ (٢٤)}

الشرح: {وَقالُوا} أي: كفار قريش، وهو قول الكفار، والملحدين في كل زمان، ومكان.

{ما هِيَ إِلاّ حَياتُنَا الدُّنْيا:} هذا إنكار منهم للآخرة، وتكذيب للبعث، وإبطال للجزاء والحساب.

{نَمُوتُ وَنَحْيا} أي: نموت نحن، وتحيا أولادنا. أو المعنى: يموت بعضنا، ويحيا بعضنا. أو يصيبنا الموت، والحياة في الحياة الدنيا، وليس وراء ذلك حياة. أو أرادوا: أنكون أمواتا نطفا، وما قبلها، ونحيا بعد ذلك؟! ويحتمل أنهم أرادوا به تناسخ الأرواح، فإنه أكثر عقيدة الوثنيين، وفي مغني اللبيب: ليست الواو لمطلق الجمع، ولا للترتيب، بل هو عكس الترتيب في هذه الآية، ولو كانت للترتيب؛ لكان اعترافا بالحياة بعد الموت، وهم لا يعترفون بالآخرة قطعا.

هذا؛ وقيل: فيه تقديم، وتأخير؛ أي: نحيا، ونموت. وهي قراءة ابن مسعود-رضي الله عنه-.

انتهى. قرطبي. هذا؛ ولا تنس الطباق بين {نَمُوتُ} و (نحيا).

{وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ} أي: مرور الزمان، وتوالي الأيام، وتقلب الليل، والنهار. {وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ} أي: لم يقولوا ذلك عن علم علموه، وما يقولونه عن حق ويقين، ولكن عن ظنّ وتخمين. وانظر الآية رقم [٢٠] من سورة (الزخرف). هذا؛ وقال السيوطي في أسباب النزول:

كان أهل الجاهلية يقولون: إنما يهلكنا الليل والنهار، فأنزل الله الآية الكريمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>