للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {وَلا:} (الواو): حرف عطف. (لا): مثل سابقتها.

{أَكْثَرَ:} معطوف على ما قبله فهو مجرور تبعا للفظ {نَجْوى،} وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للصفة ووزن أفعل. هذا؛ وقرئ برفعه، وفيه وجهان: أحدهما:

أنه معطوف على موضع {نَجْوى؛} لأنه مرفوع، و {مِنْ} صلة كما رأيت، والثاني: أن يكون {أَدْنى} مبتدأ. و {إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ} خبره، فيكون: {وَلا أَكْثَرَ} معطوفا على المبتدأ، وحينئذ يكون: {وَلا أَدْنى..}. إلخ من باب عطف الجمل لا المفردات. انتهى. جمل.

هذا؛ وقال الزمخشري: وقرئ: {وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ} بالنصب على أن (لا) لنفي الجنس، ويجوز أن يكون: «(ولا أكثر)» بالرفع معطوفا على محل: (لا) مع {أَدْنى،} كقولك: لا حول ولا قوة إلا بالله، بفتح الحول، ورفع: «قوة»، ويجوز أن يكونا مرفوعين على الابتداء.

كقولك: لا حول ولا قوة إلا بالله، وأن يكون ارتفاعهما عطفا على محل: {مِنْ نَجْوى} كأنه قيل: ما يكون أدنى ولا أكثر إلا هو معهم. ويجوز أن يكونا مجرورين عطفا على (نجوى) كأنه قيل: ما يكون من أدنى ولا أكثر إلا هو معهم. انتهى. ومثله في القرطبي.

{إِلاّ:} حرف حصر. {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، {مَعَهُمْ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية في محل نصب حال مستثنى من عموم الأحوال. {أَيْنَ ما:} اسم شرط جازم مبني على السكون، أو هو مبني على الفتح، و (ما) زائدة في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر (كان) تقدم عليها، وعلى اسمها. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم في محل جزم فعل الشرط، والواو اسمها، والألف للتفريق، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، التقدير: أينما كانوا؛ فهو معهم. وقيل: (أين ما) ظرف مكان مجرد من الشرطية متعلق بالاستقرار الذي تعلق به معهم. والأول أقوى معنى، وأتم سبكا. {ثُمَّ:} حرف عطف.

{يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ:} انظر الاية السابقة، فالإعراب مثله بلا فارق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {يَعْلَمُ..}. إلخ وما بينهما كلام معترض. {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل.

{اللهَ:} اسمها. {بِكُلِّ:} متعلقان بعليم بعدهما، و (كل) مضاف، و {شَيْءٍ} مضاف إليه.

{عَلِيمٌ:} خبر {أَنَّ،} والجملة الاسمية مستأنفة، أو تعليلية، لا محل لها على الوجهين.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨)}

الشرح: قال الخازن، وغيره: نزلت الاية الكريمة في اليهود، والمنافقين، وذلك: أنهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين، وينظرون إلى المؤمنين، ويتغامزون بأعينهم، ويوهمون

<<  <  ج: ص:  >  >>