للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالجوارح، والأعضاء. فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يدخل النار إلاّ شقيّ». قيل: ومن الشقي؟ قال: «الذي لا يعمل بطاعة الله». أخرجه الإمام أحمد.

وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كل أمتي تدخل الجنة يوم القيامة إلا من أبى». قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني؛ فقد أبى». أخرجه البخاري، وأحمد عن أبي هريرة-رضي الله عنه-. انتهى. مختصر ابن كثير. ولا تنس: أن الأشقى الكافر يصلى نار جهنم خالدا مخلدا، والأشقى الفاسق المسلم يصلاها مؤقتا بحسب جريمته؛ التي عملها في الدنيا. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

هذا؛ وإن الزمخشري شذ في تفسير الأشقى، فصفعه ابن المنير كعادته. جزاه الله خيرا!.

الإعراب: {فَأَنْذَرْتُكُمْ:} الفاء: حرف استئناف. (أنذرتكم): فعل، وفاعل، ومفعوله الأول.

{ناراً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {تَلَظّى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى {ناراً،} تقديره: «هي»، والجملة الفعلية في محل نصب صفة {ناراً}. {لا:} نافية. {يَصْلاها:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف، و (ها): مفعول به. {إِلاَّ:} حرف حصر. {الْأَشْقَى:}

فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الفعلية في محل نصب صفة ثانية ل‍: {ناراً} أو هي في محل نصب حال منها بعد وصفها بما تقدم. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة {الْأَشْقَى،} أو بدل منه، أو هو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو الذي، أو هو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، التقدير:

أذم، أو أعني الذي. وهذان الوجهان على القطع. {كَذَّبَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {الَّذِي} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، والتي بعدها معطوفة عليها، لا محل لها مثلها.

{وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكّى (١٨)}

الشرح: {وَسَيُجَنَّبُهَا:} وسيزحزح عن النار، ويكون بعيدا عنها التقي، النقي، المتقي، الخائف. هذا؛ وقال بعض أهل المعاني: أراد بقوله {الْأَتْقَى} و {الْأَشْقَى} أي: التقي، الشقي، ويوضع أفعل موضع فعيل، نحو قولهم: الله أكبر بمعنى: كبير، وقوله تعالى في سورة (الروم) رقم [٢٧]: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}. وقال الشافعي-رضي الله عنه-، وعزاه القرطبي سهوا لطرفة بن العبد: [الطويل]

تمنّى رجال أن أموت وإن أمت... فتلك سبيل لست فيها بأوحد

<<  <  ج: ص:  >  >>