للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة. {وَبَيْنَكَ:} معطوف على ما قبله، والكاف في محل جر بالإضافة. {بُعْدَ:} اسم: (ليت) مؤخر، وهو مضاف، و {الْمَشْرِقَيْنِ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛ لأنه مثنى لفظا، والجملة الاسمية: {يا لَيْتَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، و {إِذا} ومدخولها كلام مستأنف لا محلّ له على رأي الجمهور. قال الجمل: فإن {حَتّى} وإن كانت ابتدائية داخلة على الجملة الشرطية لكنها تقتضي حتما أن تكون غاية لأمر ممتد كما مر مرارا. انتهى. أبو السعود. {فَبِئْسَ:} الفاء: هي الفصيحة. (بئس القرين):

ماض، وفاعله، والمخصوص بالذم محذوف، التقدير: فبئس القرين أنت! والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنّها جواب شرط غير جازم؛ إذ التقدير: وإذا كان ذلك حاصلا؛ فبئس القرين.

{وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٩)}

الشرح: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ..}. إلخ: أي: لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنفسكم بالشرك في الدنيا، وارتكاب المعاصي اشتراككم في العذاب في الآخرة، ولا يخفف عنكم شيئا، لكل واحد من الكفار، والشياطين الغاوين لهم له الحظ الأوفر، والنصيب الأوفى من العذاب.

وقيل: المعنى: لن ينفعكم الاعتذار، والندم اليوم، فأنتم وقرناؤكم اليوم مشتركون في العذاب، كما كنتم مشتركين في الكفر. انتهى. خازن. وقال القرطبي: أعلم الله تعالى: أنه منع أهل النار التأسي، كما يتأسى أهل المصائب في الدنيا، وذلك أنّ التأسي يستروحه أهل الدنيا، فيقول أحدهم: لي في البلاء، والمصيبة أسوة، فيسكّن ذلك من حزنه، كما قالت الخنساء: [الوافر]

فلولا كثرة الباكين حولي... على إخوانهم لقتلت نفسي

وما يبكون مثل أخي ولكن... أعزّي النفس عنه بالتّأسّي

تنبيه: روعي في هذه الآيات معنى (من) ولفظها، فقد روعي معناها في مواضع ثلاثة: الهاء في قوله: {لَيَصُدُّونَهُمْ،} والثاني: الواو في قوله: {وَيَحْسَبُونَ،} والثالث: الهاء في قوله:

{وَإِنَّهُمْ} وروعي لفظها في ثلاثة مواضع أيضا: الأول: الضمير المستتر في {يَعْشُ}. والثاني، والثالث: المجروران باللام في {نُقَيِّضْ لَهُ} و {فَهُوَ لَهُ} ثم روعي لفظها في موضعين: المستتر في: (جاء) والمستتر في {قالَ} ثم روعي معناها في ثلاثة مواضع في {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ} وصيغة المضارع في الأفعال الأربعة للدلالة على الاستمرار التجددي لقوله تعالى:

{حَتّى إِذا جاءَنا} فإنّ {حَتّى} وإن كانت ابتدائية داخلة على الجملة الشرطية لكنها تقتضي حتما أن تكون غاية لأمر ممتد كما مرّ مرارا. انتهى. جمل نقلا من أبي السعود وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>