حال، وليس بشيء. {وَنُرِيَ:} معطوف على ما قبله، والفاعل:«نحن». {فِرْعَوْنَ:} مفعول به، وما بعده معطوف عليه. وعلى قراءة:(يرى) فهو فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. (فرعون): فاعله بالرفع، والجملة الفعلية على هذه القراءة فيها معنى التعليل؛ إذ التقدير: وليرى فرعون... إلخ، {وَجُنُودَهُما:} اسم معطوف، والهاء في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {مِنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل (نري) على القراءتين. {جُنُودَهُما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان على القراءة الأولى، أو مفعول واحد على القراءة الثانية، وكلاهما بصريان، لكن الأول رباعي فتعدى بالهمزة إلى مفعولين، والثاني ثلاثي يكتفي بمفعول واحد.
{كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، و (كان) واسمها وخبرها صلة {جُنُودَهُما،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: الذي، أو: شيئا كانوا يحذرونه.
الشرح:{وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى:} اختلف في هذا الوحي، فقيل: وحي إلهام، وقيل: كان في المنام، وقيل: كان جبريل يكلمها. وأجمع الجميع على أنها لم تكن نبية. هذا؛ وانظر الوحي في الآية رقم [٥٢] من سورة (الشعراء).
{أَنْ أَرْضِعِيهِ:} قيل: أرضعته ثمانية أشهر، وقيل: أربعة، وقيل: ثلاثة، وكانت ترضعه، وهو لا يبكي، ولا يتحرك في حجرها. {فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ} أي: الذبح. {فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} أي: في البحر، والمراد به: نيل مصر، فأطلق عليه اسم اليم لعظمه. {وَلا تَخافِي} أي: عليه من الغرق، وقيل: الضياع. {وَلا تَحْزَنِي} أي: على فراقه. {إِنّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ:} عن قريب بحيث تأمنين عليه، ونرده إليك بوجه لطيف لتربيه. {وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} أي: من الأنبياء المرسلين مثل أجداده: يعقوب، وإسحاق، وإبراهيم. هذا؛ والفرق بين الخوف، والحزن: أن الخوف غم يلحق الإنسان لشر متوقع. والحزن: غم يلحق الإنسان لشر واقع، والمراد هنا فراق ولدها، والأخطار المحيطة به، فنهيت عنهما، وبشرت برده، وجعله من المرسلين. حكي أن الأصمعي رحمه الله تعالى قال: سمعت جارية أعرابية تنشد، وتقول:[الرجز]
أستغفر الله لذنبي كلّه... قبّلت إنسانا بغير حلّه
مثل الغزال ناعما في دلّه... فانتصف اللّيل ولم أصلّه