{دِيارِكُمْ:} معطوفة على جملة الصلة لا محل لها مثلها، والكاف مع الفعل مفعول به، ومع الاسم في محل جر بالإضافة. {وَظاهَرُوا:} الواو: حرف عطف. (ظاهروا): ماض مبني على الضم والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة أيضا. {عَلى إِخْراجِكُمْ:} متعلقان بما قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف. {أَنْ تَوَلَّوْهُمْ:} مثل {أَنْ تَبَرُّوهُمْ،} والمصدر المؤول في محل جر بدل اشتمال من {الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ}. إذ التقدير: ينهاكم الله عن تولي الذين قاتلوكم في الدين. {وَمَنْ:} الواو:
حرف استئناف. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع. {يَتَوَلَّهُمْ:} مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الألف، والفتحة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى (من)، تقديره:«هو»، والهاء مفعول به. {فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ} انظر إعراب مثلها في الاية رقم [٨] من سورة (الحشر)، والجملة الاسمية هنا في محل جزم جواب الشرط، وقل في خبر المبتدأ ما رأيته في الاية رقم [١]، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ وقد روعي لفظ:(من) برجوع الفاعل إليها، ومعناها في رجوع اسم الإشارة إليها.
الشرح: قال المفسرون: كان صلح الحديبية الذي جرى بين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبين كفار مكة قد تضمن: أن من أتى أهل مكة من المسلمين؛ لم يردّ إليهم، ومن أتى المسلمين من أهل مكة المشركين؛ ردّ إليهم، وقد رأيت ذلك في سورة (الفتح) مفصلا، فجاءت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط مهاجرة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فخرج في أثرها أخوالها: عمارة والوليد، فقالا للنبي صلّى الله عليه وسلّم: ردها علينا بالشرط. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:«كان الشرط في الرجال، لا في النساء». وكانت متزوجة من عمرو بن العاص. وقيل: إن التي جاءت سبيعة بنت الحارث الأسلمية، وزوجها صيفي بن الراهب. وقيل: مسافر المخزومي. فلم يردها النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأعطى زوجها مهرها، وما أنفق عليها، فتزوجها عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-. وقيل: إن التي جاءت أميمة بنت بشر وأمّها رقيقة، وهي أخت السيدة خديجة، وخالة فاطمة الزهراء-رضي الله عنهن جميعا-.
وكانت أميمة عند ثابت بن الشّمراخ، ففرت منه، وهو يومئذ كافر، فتزوجها سهل بن حنيف -رضي الله عنه-فولدت له عبد الله، والأكثر من أهل العلم: أنها أم كلثوم بنت عقبة، ونزلت